الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

الآن قد فهمنا مجانية تعليمكم 


      رشيد أخريبيش                                


عندما وجه السيد الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي مذكرة إلى رؤساء الجامعات بشروط ولوج الماستر بتاريخ 10أبريل  كانت هناك أصوات قد استنكرت هذا العمل الذي قام به الوزير،حيث اعتبرته بداية النهاية لمستقبل الجامعات المغربية،خاصة وأن مثل هذه القرارات تمس المواطن الفقير والمتوسط،لكن السيد الوزير التف عن الموضوع واعتبر أن المغاربة لم يفهموا قصده وحاول تمويه الشعب ،لكن الآن عاد و أعاد نفس الكلام على مسامع الشعب المغربي ،وعلى مسامع من كان يثق في كلام السيد الوزير ،وفي حكومته الجديدة التي لم نرى يوما ورديا منذ مجيئها اللهم إذا كانت هذه الأخيرة قد ساهمت في نشر اليأس في جسد المغاربة ،وضيقت الخناق عليهم ،حيث أيقن الشعب أن من كان يأمل فيه خيرا أصبح سيفا مسلطا على رقابهم.
نحن  بدورنا لم نفاجأ بالقرار لأننا نعلم مسبقا ذلك وقد سبق لنا أن ناقشنا رسالة السيد الداودي في مقال بعنوان "مفاجآت الحكومة الجديدة" ولن نعيد النبش في نوايا الحكومة الجديدة ،بل فقط نريد أن نقول لسعادة الوزير الآن فهمنا يا سعادة الوزير ولم يعد لنا لبس في مخططاتك ،فهمنا أن شعارك نحو التغيير وهم،فهمنا أن قراراتك وقراراتكم مجرد وهم لا غير،فهمنا أننا أخطأنا الاختيار،وفهمنا وفهمنا وفهمنا.................
كلما أصدر الوزير قرارا إلا ويتبعه بتصريحات تتناقض وتلك القرارات ،محاولة منه تمويه الشعب الذي يعد في نظرالحكومة الجديدة شعب لا يفهم حيث ما إن وجد وزراء حزب العدالة فرصة إلا ويصفون الشعب بالغباء وقلة الفهم،ولذلك كثيرا ما كنا نسمع عن كلمات تحقيرية لعموم الشعب المغربي من قبيل "واش فهمتوني ولا لا" المغاربة مافهمونيش" محاولين ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون ،فليسمح لنا سعادة الوزير أن نطرح بعض الأسئلة والتي سبق وأن طرحناها والتي تأرق عموم الشعب المغربي إذا كان السيد الداودي قد اتخذ هذا القرار والمتعلق بإلغاء مجانية التعليم  من هو المستفيد ومن المتضرر؟ من هي الطبقة التي تقبل على الجامعات المغربية بل بالأحرى من هم الذين يقبلون على الجامعات العمومية؟
نحن نعلم والكل يعلم أن من يقبل على متابعة دراسته في الجامعات المغربية هو إما من الطبقة الفقيرة أو المتوسطة ،قد نثق في كلام الوزير وإن فقدنا الثقة بتاتا ونسلم بأن الحكومة الجديدة ستضمن للطبقة الفقيرة وللطبقة الكادحة مجانية التعليم ،لكن كيف يمكن لسعادة الوزير التعامل مع أبناء الطبقة المتوسطة هل يعتبر هؤلاء من الطبقة الميسورة ؟هل يعتبر من يتقاضى 3000 درهم شهريا في نظر السيد الداودي ميسورا ؟بدل أن يبحث وزيرنا عن قرارات تقضي بإلغاء مجانية التعليم ،كان من الممكن له أن يبحث عن المشاكل التي تواجه الطلبة ،ويعيد النظر في نظام الجامعات المغربية التي تعرف أزمة خانقة جعلتها تصنف في أواخر الجامعات في العالم العربي والعالم بأسره ،كان من الممكن للسيد الوزير أن يخرج على المغاربة بقرارات تقضي بالزيادة في منح الطلبة الذين يعرف الكل معاناتهم والتي يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان ،قبل أن يتخذ السيد الوزير مثل هذه القرارات كان عليه أن يعيد النظر في طبيعة المناهج الدراسية والطرق البيداغوجية التي تقدم بها،ويعيد النظر في بعض الجامعات التي تعرف  حالة من الفوضى العارمة قبل أن يقدم على مثل هذه القرارات سعادته .
فقرار الداودي هذا يعتبر بمثابة صفعة للمغاربة جميعا سواء منهم الذين صوتوا لحزب العدالة والتنمية أو لمن دعم حزبه وظن أنه سيكون مختلفا عن تلك الأحزاب الأخرى التي تعودت بناء مستقبل المغاربة على الأحلام والأوهام ،إنها رسالة يراد من خلالها للحكومة الجديدة أن تعلن لكل المغاربة أنها نسخة طبق الأصل للحكومات السابقة بل هي أسوأ منها وقد نحن إلى زمن الحكومات السابقة التي كانت بالرغم من فسادها إلا أنها لم تقطع أحلام المغاربة من الفقراء كما فعلت حكومة بنكيران التي تحاول إغلاق كل الأبواب ضد كل من يبحث حتى عن لقمة العيش ،لتكتمل القصة بارتفاع الأسعار و إلغاء مجانية التعليم وملف المعطلين ،ليبقى التغيير الذي خرج من أجله الشعب قد تكسر على صخرة صماء وسقط المغاربة في نفس الأخطاء التي سقطوا فيها في السابق.
كان من الأولى للسيد الوزير قبل أن يقدم على هذه الخطوة البائسة التي زرعت اليأس في نفوس المغاربة أن يعلن عن قرارات تدعو إلى مساعدة الجامعات المغربية وإعطاء فرص وحظوظ أكبر للمغاربة ،وليس وأد أحلامهم وآمالهم بقرارات لا مسؤولة لا تراعي أوضاعهم ولا تحفظ كرامتهم، وتعيد بهم إلى الوراء سنين عديدة،فقرار السيد الوزير وإن كان يدافع عنه ويختار له من الحجج ما يناسبه لإقناع الشعب المغربي ،فهو قرار مكشوف وواضح ليس فيه لبس ولا أدنى شك من أنه قرار يلحق الضرر بالمواطن المغربي ،ويجعله يفهم جيدا أنه مخطط من مخططات الحكومة الجديدة للقضاء على التعليم وإعطاء الفرصة لأصحاب الأموال الذي يدعي الوزير أن هذا القرار جاء لمنعهم من التعليم العمومي لخلق نوع من التوازن بين الطبقة الفقيرة والمتوسطة، متجاهلا أن من سيمنعون حقيقة هم الطبقة الفقيرة والمتوسطة ،لكننا وبكل أسف نقول لسعادة الوزير إنكم بهذا القرار تحاولون سكب الزيت على النار وتحاولون إشعال فتيل المواجهة التي قد يختار الشعب موعدا لها،فالذي جاء بانتخابات قبل أوانها واستطعتم بفضله الوصول إلى السلطة قادر أن يعيد الكرة مرة ثانية ويعيدكم إلى حيث كنتم وتصبحوا على ما فعلتم نادمين.

0 تعليق على موضوع " "


الإبتساماتإخفاء