من المستفيد من تكميم الأفواه؟؟؟؟؟

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0





أخريبيش رشيد




لم يكن الشعب المغربي وبعد نضال طويل في مجال حرية التعبير يعتقد أن الخناق سيضيق عليه  خاصة في عهد الحكومة الجديدة التي جاءت بعد الإصلاحات الدستورية التي وعدت بالحرية للمغاربة دون مساومة ،ولم يكن يحلم أن في عهد ما بعد الإصلاحات سيعيش أسوأ أيامه في ما يخص الحقوق والحريات،التي كانت تعرف انتهاكات بشعة في السنوات الماضية والتي اعتقد الشعب المغربي أنه مع الحكومة الجديدة سيحلم بغد أفضل والقطيعة مع الماضي الأليم الذي وقف كحجر تعثر نحو تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان.
يبدو أن الاعتقالات المكثفة للأجهزة الأمنية في صفوف الصحفيين، وأصحاب الآراء الحرة ،هو نوع من إستراتيجية الحرب على حرية التعبير التي كانت ومازالت تخيف النظام المغربي وتخيف الحكومة، خاصة بعد فشلها الذريع فيما يخص إدارة مرحلة ما بعد الحراك الشعبي ولذلك فهي تحاول سلك طريق الاعتقالات  والاختطافات، من أجل أن تكمم الأفواه وتعيد للمغاربة نفس المسرحيات التي تعود على سماعها منذ الإحتقلال .فما الذي يجعل السلطات الأمنية تشن حملة اعتقالات على أصحاب الكلمة الحرة هذه الأيام ؟هل نحن أمام مشهد تسلطي أكثر من سابقه؟هل بات المخزن أكثر إصرارا على الحد من الحريات من أي وقت مضى بعد حكومة الإسلامويين التي بات أنها فشلت في بداية الطريق وأبت إلا أن تغطي هذا الفشل على حساب الشعب المغربي الذي غالبا ما يدفع ثمن وقوفه مع الشعب وفي وجه الظلم والاستبداد .
بعد أن تم التواطؤ بين النظام المخزني والإعلام الرسمي، ظهر الإعلام الإلكتروني حاملا معه آمالا كبيرة عند الشرفاء من هذا الوطن الذين باتوا غير مقتنعين بالإعلام الرسمي الذي  لا يقدم لهم سوى ما يدمروا به أخلاقهم وثقافتهم تحت شعار (غرضنا تمويهكم وإفسادكم) ،غير أن حملة التصدي لهذا المشروع النبيل  لم تتوقف وعمل النظام كل ما في وسعه من أجل إيقاف هذه الثورة الإعلامية التي كسرت حاجز الخوف الضيق وحاولوا إخراج المغاربة من  المطالبة بالحرية ومعانقتها إلى مستنقع القمع ، لتبدأ مؤامرة المخزن التي بنيت على الإستفزاز وتكميم الأفواه وتلفيق التهم للشرفاء الأحرار من هذا الوطن ،فأنصار الفساد وإن تبجحوا بالديمقراطية وبحقوق الإنسان فإنهم دائما ما يضعون العصا في دولاب التغيير نحو الحرية ،لأن الحرية والتغيير هو من يكشف عن عوراتهم التي لولا الإعلام وأصحاب الكلمة الحرة لبقي الشعب المغربي في سباته وبقي أعداء هذا الوطن ممن يريدون للفساد أن يستشري في جسد الوطن .
إذا كانت الديمقراطية تقتضي حكم الشعب نفسه بنفسه ،فإن حرية التعبير تحتل أهمية قصوى فيما يخص تنزيل هذه الديمقراطية ،لأنه ليس هناك ديمقراطية بدون حرية الرأي والتعبير ،والدستور المغربي الممنوح ينص على حرية التعبير والتي لا يمكن تقييدها بأي حال من الأحوال لكن ما نراه في الواقع يجعلنا نعتقد ونؤمن بأن حرية التعبير في بلدنا سائرة نحو الأسوأ ،وأن الحديث عن مغرب الحريات هو ضرب من الخيال وحلم في واقع يسوده التكميم وتزوير الحقائق والتمويه قصد الحفاظ على الوضع كما هو، وإعطاء الفرصة للمفسدين والذين يعبثون بمصالح الشعب دون أن يكون لهم رقيب يحاسبهم،ربما النظام المغربي والحكومة الجديدة لم يتعلما الدرس من الثورات الديمقراطية التي سقطت رحمة على الدول الإسلامية ،والتي استطاعت أن تسدل الستار عن الظلم والقمع الذي عانت منه الشعوب العربية ودول المغرب الكبير ،والتي تعانق اليوم طعم الحرية التي لولا الثورات لما استطاعت أن تنعم بها ،من الغريب جدا في دولة تدعي أنها حاملة لمشعل الديمقراطية أن نسمع عن هذا التضييق على الحريات ،من الغرابة جدا أن نجد النظام حريص على الانتقام من الشرفاء من هذا الوطن عكس المفسدين الذين غالبا ما تجده يستعمل في حقهم عبارة اذهبوا فأنتم الطلقاء.
من هنا يمكن القول أننا نعيش مرحلة أخطر فيما يخص المساس بحقوق المواطنين المغاربة الذين كانوا يأملون بعهد جديد مع حكومة رفعت شعار التغيير ،وقدمت وعودا كاذبة لا لشيء سوى أنها أرادت الوصول إلى سدة الحكومة وخدمة لمصالحهم الشخصية ،دون أن تفي بتلك الوعود التي ظهر في النهاية أنها مجرد بروبجندا سياسية يراد من خلالها تمويه الشارع المغربي ،وجعله يعيش على الأحلام دون هدف يذكر،لكن ما إن استيقظ الشعب المغربي وفطن لتلك المؤامرة وبدأ التفكير في مواجهتها ،بدأ النظام بدوره من خلق مجموعة من الحيل والخطط الجهنمية، للنيل من الأحرار الذين لا يكترثون بالنظام ولا بأذنابه ولا بسياساته الإقصائية والتي أساسها التكميم والتزوير والعيش على الأوهام ،لتكتمل القصة بين الجلاد والضحية والتي يعتقد الجلاد أنه الفائز فيها أخير متجاهلا أن زمن الذل والهوان ذهب بلا رجعة ،وأن زمن معانقة الحريات وتحقيق المطالب قد حان بلا منازع ،على النظام المغربي وعلى حكومة الإسلامويين أن يفكرا مليا أنه بمجرد التمادي في الاعتقالات وتضييق الخناق على الصحففين وأصحاب الأقلام الحرة فإنهم سيحكمون على أنفسهم وعلى مشروعهم البائد بالسقوط والانكسار،لأن زمن تكميم الأفواه وسياسة النفاق السياسي التي تنهجها الحكومة المغربية الجديدة والتي تحاول من خلالها العمل على الاستهزاء بالمغاربة واللعب على عقولهم لم يعد مجدي وأن الحديث عن تمويه الشعب أصبح من السبع المستحيلات.
مدونة أخريبيش
http://rachidakhribich.blogspot.com/

0 تعليق على موضوع "من المستفيد من تكميم الأفواه؟؟؟؟؟"


الإبتساماتإخفاء