العدل والإحسان من الخلافة إلى الخيانة

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 2





أخريبيش رشيد

كنت دائما أتردد للحديث عن جماعة العدل والإحسان  والتي اعتدنا عليها النضال والصمود في وجه الظلم ،لكن هذه الأيام قررت أن أكسر جدار الصمت القاتل لأفصح عما أراه ويراه كثيرون ممن يتابعون جماعة العدل والإحسان من انحراف لهؤلاء عن مسار الدعوة خاصة بعد الوقائع والأحداث الجسام التي أفقدت الجماعة قيمتها التي اكتسبتها عبر سنين معتمدة في ذلك على الأحلام والأوهام في طريقها للخلافة في المنام متجاهلة أن ذلك ليس إلا أضغاث أحلام .


لم تكن هذه الضجة المتعلقة  بالسيدة التي اعتقلت بتهمة الخيانة الزوجية حسب الرواية الرسمية إلا عودة لقضية العدل و الإحسان التي بدأت تطفو على السطح من جديد منذ أن أعلنت الحركة توقفها عن مساندة 20 فبراير في حراكها ضد إسقاط الفساد ورموزه ،كثير هي القصص والروايات المتعلقة بالفساد والخيانة الزوجية التي كانت سببا في تراجع العديد من الأتباع عن مساندة الجماعة وربما هناك من تخلى عنها بسبب تلك الإشاعات ،نحن هنا لسنا ضد جماعة العدل والإحسان ، ولسنا في زمرة النظام ولا في موقع الدفاع عنه وإنما كان لا بد لنا وأن ندلي بدلونا في من كان يعتبر نفسه أنه المخلص الوحيد للمغاربة من الظلم والفساد الذي يستشري في وطنهم لتبقى المعركة ليس على الخلافة و إنما على الخيانة التي أصبحت مواضيعها أمرا معتادا عند الجماعة وعند أتباعها باعتبار أن ذلك ممنهج من النظام لكسر شوكة الجماعة هكذا يقولون .
لا يمكن أن ننكر أن النظام حريص على ضرب قوة الجماعة والنيل منها والنيل ومن كل خطر محذق به سواء أكان هذا الخطر إسلاميا أو علمانيا ،ولكن يمكن القول أن هذه الجماعة وإن كان لديها العمر الطويل في النضال ضد النظام وضد الفساد إلا أنها لم توفق إلى حد ما في ايصال رسالتها للشعب المغربي بسبب أخطاء وزلات بعض قيادييها ممن يدعون العفاف ومن الذين يجيزون لأتباعهم الجلوس مع زوجات إخوانهم معتبرين أنفسهم منزهين عن كل الأخطاء،من حق الشعب المغربي الآن وبعد كل هذه الفضائح أو الإشاعات أن يعتقد ما يشاء لأن من يجيز للأخوات الركوب في السيارة مع أزواج غيرهن قد نشك في نواياه ولو صدق  فالخلوة مباحة في نظرهم أسوة بزعيمهم السيد عبد السلام ياسين الذي لا يفوت فرصة إلا ويحث أتباعه على العفة والصدق والأمانة ،معتقدين أنهم في منزلة لم يصلها حتى الصحابة رضي الله عنهم ،ولا يمكن لهم بذلك خيانة الأمانة بأي حال من الأحوال، وإن خلوا بامرأة .وضربوا بتلك الأحاديث التي تمنع الخلوة بامرأة أجنبية بعرض الحائط وشرعوا أحكاما على هواهم تجيز وتحرم وتستغل عقول الأتباع ممن ينساقون وراء أحلامهم كالقطعان دون أن يميزوا بين ما هو صالح وطالح ،بل هؤلاء لا يستطيعون مخالفة أمر زعيمهم الروحي عبد السلام ياسين الذي يقدسونة عبر طقوسهم الخاصة التي لا تمت بصلة لا بالسنة ولا بالدين.
نحن لا نشك أن هناك مخططا من طرف النظام ومن طرف حكومة الإسلامويين الذين يحاولون إعطاء الشرعيه لأعمالهم الغير المشروعة من أجل أن يبقى الشعب حبيس تفكيرهم وألا يخرج عن طريقتهم المعتادة أو ما يسميه النظام بالطريق الصحيح ،لكن هناك مجموعة من الأسئلة التي يراد من خلالها للشعب المغربي قاطبة أن يفهمها ويستوعبها ،إذا كان النظام بالفعل يريد تشويه سمعة الجماعة وسمعة أتباعها فلماذا يصر على اعتقال أعضاء هذه الجماعة على خلفية الخيانة والفساد دون غيرهم من المناضلين الذين يتم اعتقالهم يوميا ؟لماذا يتم اعتقال السلفيين واختطافهم دون هذه التهمة؟لماذا يتم اختطاف أعضاء من حركة 20 فبراير دون أن نسمع عن هذه التهمة؟ كثير من الإعتقالات التي تمت في حق معارضين للنظام دون أن نسمع عن الخيانة أو الفساد في حقهم هل هذا يعني أن هذه التهمة فقط يحاول النظام تلفيقها فقط لجماعة العدل والإحسان دون غيرهم ؟
حري بجماعة العدل والإحسان التي تعيد النظر في سياستها التي قد تعيدها إلى مرحلة الصفر بسبب أخطائها وزلات قيادييها القاتلة التي لا تنم عن الفكرالسليم والرأي السديد ،فكيف بمن يبيح للفتيات الكذب على آبائهن لحضور مجالس الجماعة أن نزيل عنهم هذه التهمة ؟كيف لمن يجيزون الإستمتاع بزوجات أصدقاءهم ورفقاءهم في الجهاد أن ينكروا هذه التهم؟هذه لم تكن القضية الأولى التي يتهم أعضاء من الجماعة بتهمة الخيانة والفساد ،بل سبقتهم كبيرتهم في الجهاد نادية ياسين والأشقر ونادية كواش الذين ضبطوا بأدلة دامغة تبين ارتكابهم للرذيلة والفساء ويبين مدى الإنحلال الأخلاقي الذي تتخبط فيه الجماعة من الداخل .هذا ما هو معلن وما خفي في مجالس الدعوة كان أعظم .نتأسف كل الأسف  لهؤلاء القياديين الذين غالبا ما يتم فضحهم دون استكمال طقوسهم التعبدية والتي تقربهم إلى الله عز وجل وتطهرهم من الذنوب والآثام،فهؤلاء الذين يعتبرون المنهاج النبوي لزعيمهم الروحي عبد السلام ياسين هو أصح كتاب بعد كتاب الله من غير المستبعد أن يسقطوا في مثل هذه الأمور ،وأن الذين يرون النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فيعانقونه رجالا ونساء هم أقرب لأن يسقطوا في تلك التهمة،إذا كانت جماعة العدل والإحسان تدعو إلى إسقاط النظام وإسقاط رموز الفساد فإنها اليوم مطالبة بأن تعيد الأنظارفي مسارها السياسي والدعوي  من أجل تصحيحه وتقويم اعوجاجه وإسقاط فسادها أولا حتى يتسنى لهؤلاء الحديث عن الخلافة الراشدة ،وليس عن الخرافة التي كانت السبب الرئيس في كل تلك المآسي التي تعاني منها الجماعة بسبب منهجها الذي بني عن الأحلام والخرافات ،كيف يحلو لجماعة العدل والإحسان الحديث عن ديكتاتورية النظام المغربي وهي أكبر جماعة ديكتاتورية عرفها التاريخ والتي تصل إلى تقديس زعيمها وجعله معصوما عن كل الأخطاء أليست هذه ديكتاتورية في أرقى صورها؟
يمكن القول أن جماعة العدل والإحسان وصلت إلى الطريق المسدود وأصبحت تئن من الألم خاصة بعد ما عجزت أن تقوم صفوفها وتصلح نظامها الداخلي وتعيد التفكير في فكرها الذي لم يعد مناسبا على ما أعتقد للمغاربة ولا لغيرهم ،ما ينذر بنهاية محتملة للجماعة والتي بدأت بوادرها تظهر للعلن .

2 تعليقات على موضوع "العدل والإحسان من الخلافة إلى الخيانة"

هؤلاء بالفعل يعتمدون على الأحلام والأوهام ويظنون أن ذلك سيحقق لم الخلافة عجب عجاب

نعم أخي الكريم هؤلاء ظلوا وأظلوا


الإبتساماتإخفاء