الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0






غابت حولين وعادت بخفي حنين

أخريبيش رشيد 

لم تكن حكومة بنكيران التي وصلت إلى سدة الحكومة  مقتنعة بالمآسي التي سببتها للمغاربة ، ولا في المعاناة التي زادتهم حزنا على أحزانهم لتخرج حكومته على المغاربة مرة أخرى لتعلن زيادة أسعار البنزين  والكازوال والفيول لتكون الأزمة قد اكتملت وتكون حكومة بنكيران قد وفت بوعدها في تحطيم المغاربة الذين تقول آخر الدراسات ان أغلبهم يقبعون تحت خط الفقر.

من حق بنكيران وحكومته أن يعلنوا عن الزيادة في الأسعار،من حقهم أن يعيدوا المغرب إلى الوراء لأكثر من قرن ، لان من أختار السيد بنكيران هو الشعب وأنه هو من سيتضرر وأن هؤلاء الذين يشرعون ويصدرون قرارات غير مسئولة هم لا يعيرون اهتماما للمغاربة ولا لأوضاعهم ، وتنكروا لكل تلك الوعود التي قدموها للشعب المغربي إيمانا منهم أنه لا تغيير سيحدث في المغرب اللهم إذا كان التغيير الذي يتم  بالسلب على المواطنين ،كثير هي الأحداث التي توالت منذ مجيء حكومة بنكيران الحكومة التي كان من المنتظر منها الاستجابة لمتطلبات الشعب المغربي وتسير به نحو التقدم ، فزلات هؤلاء وأخطاءهم وتجاهلهم لمصالح المغاربة لم تقف إلى حد الاستخفاف بمشاعر المغاربة وتجاهل مطالبهم،بل تعدت ذلك كله إلى تضييق الخناق عليهم حتى فيما يتعلق بأسعار المواد الاستهلاكية .
إثر الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بالعالم أكدوا أن المغرب هو بمنأى عن تلك الازمة ،لكن بعد صدور هذا القرار الذي يقضي بزيادة أسعار المحروقات اكد الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة أن تلك الزيادة لم تكن اعتباطية ،و إنما كانت بسبب دعم مالية الدولة التي تضررت بسبب الأزمة العالمية .
هذه الزيادة في الأسعار لم تكن إلا تكملة لمسار حافل بالخدع، والنفاق السياسي لحكومة بن كيران التي فقد فيها المواطن المغربي الثقة ،ولم يعد يتحمل تلك القرارات الغير المسؤولة الصادرة عنها ،ويحن إلى زمن آل الفاسي المظلم بدل زمن الحكومة بنكيران الدامس ،قبل مجيء حكومة بنكيران كان الكل يعقد آمالا كبيرة على الحزب الإسلامي الذي يتوقعون منه تغيير واقع المواطنين المغاربة ،ومحاربة الفساد وإصلاح أوضاعه الإجتماعية وإعادة الثقة للمواطن لكي يتصالح مع السياسة ومع فاعليها ،خرج عليهم السيد بن كيران برزمة من القرارات التي تدمي قلوبهم ،وكانت بمثابة مفاجئة لم تكن متوقعة من أؤلئك الذين يدعون دعم المواطن المغربي .
كان من الممكن للشعب المغربي أن يجدد الثقة بحكومته الجديدة لولا أن هذه الأخيرة لم تفاجئه بالقرارات الغير المسؤولة التي كانت السبب الرئيس في إسقاط الحكومة السابقة والإنقلاب عليها،يبدو أن حكومة بنكيران لم تتعلم الدرس من حكومة آل الفاسي ومن أخطائهم القاتلة التي حكمت عليهم بالإنتحار السياسي الذي فقدوا على إثره ثقة المواطن المغربي ومن ثم الذوبان السياسي ،هكذا سيكون مصير الحكومة الجديدة التي يرأسها السيد عبد الإله بن كيران بعد كل هذه القرارات العشوائية التي تصدرها حكومته كل يوم ،والتي لا تعتمد لا على المنطق ولا على التريث ولا مراعاة لأوضاع المغاربة الذين تطالهم هذه القرارات ،لم تكن زيادة الأسعار في البنزين والفيول والكازوال سوى تكملة لمجموعة من القرارات التي عجلت بها الحكومة الجديدة ،قد سبق لحكومة السيد بن كيران ان اتخذت مثل هذا القرارات منذ مجيئها دون أن تفرق بين ماهو منطقي وما هو غير منطقي ،وبين ما هو صالح وطالح ليبقى المواطن المغربي هو الضحية الأولى والأخيرة .
مثل هذه القرارات لا تدعونا للقلق ولا للإستغراب خاصة من حكومة العاجزين الذين وقفوا في بداية الطريق ،من المتوقع أن نسمع عن مثل هذه القرارات خاصة في عهد حكومة تطلب من المعطلين الإعتماد على الله التوكل عليه ،وعلى انتظار ان تمطر السماء حتى يتسنى للحكومة العمل ،من قال لحكومة بنكيران أن الشعب المغربي لا يعتمد على الله ولا ينتظر رزقه ،من المؤكد أن مثل التصريحات تعطينا الدليل القاطع ان لا مستقبل يذكر لهذه الحكومة وأنه لا مستقبل للشعب المغربي للتعامل معها ،كيف يمكن للشعب المغربي أن يجدد الثقة في حكومة لم تأتي إلا بالمآسي ؟كيف يمكن للشعب المغربي أن يبقى وفيا لحكومة تصدر قرارات لا مسؤولة تجاه شعب يئن من الألم؟فالشعب المغربي الذي يعيش أغلبه تحت خط الفقر يرى في مثل هذه القرارات انتقام من الحكومة تجاه الشعب الذي اختارها ونصبها للدفاع عن مصالحه ،انتقام صريح من حزب الإسلاميين الذين لولا هذا الإسم لما استطاعوا أن يصلوا إلى سدة الحكومة ،ولما استطاعوا ان يتخذوا مثل هذه القرارات المجحفة في حق المغاربة .
يمكن القول أن الحكومة الجديدة بدأت تتكشف عوراتها ،وبدأ الشعب يفهم نواياها ،بقدر ما تتخذ  الحكومة الجديدة قرارات عشوائية ولا مسؤولة بقدر ما يفقد المواطن المغربي الثقة فيها،سيأتي اليوم الذي تتأسف فيه حكومة بنكيران على الشعب المغربي الذي بذل الغالي والنفيس من أجل أن يصل الحزب الإسلامي إلى سدة الحكومة ،ليكتشف في الأخير أن من حسبه قائد صيد أصبح قائد قيد بامتياز.




0 تعليق على موضوع " "


الإبتساماتإخفاء