مفاجات الحكومة الجديدة

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 1



لم تكن رسالة السيد الداودي لرؤساء الجامعات المتعلقة بتخصيص مسالك الماسترللطلبة وإقصاء شريحة أخرى من الموظفين سوى عربون تأكيد على النية المبيتة لدى الحكومة الجديدة،والتي تسعى وبلا شك لتضييق الخناق على الشعب المغربي الذي تم إقصاءه من كل شيء،إلا منفذ التعليم الذي لم يكن يعتقد أن من كانوايأمل فيهم خيرا،باتوا سيوفا مسلطة على أعناقهم،فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ألم يعد من الممكن للشعب المغربي أن يحلم بزمن آل الفاسي المظلم،بدل زمن الإسلامويين المليء بالخدع والأكاذيب ؟
يبدو مما نلاحظه منذ وصول العدالة والتنمية إلى سدة الحكومة،ونحن نرى أن الحكومة المغربية اتخذت مجموعة من القرارات الغير مسؤولة،والتي لا تسرعدوا ولا تراعي مصلحة الشعب،فما الذي يدعو السيد الوزير الإقدام على هذا الفعل؟ما الذي يدفعه إلى سد الطريق أمام كل من يحلم ويأمل بمغرب يضمن له مجانية التعليم،ويوفر له الظروف الملائمة للرفع من مستواه؟ فالحكومات السابقة إن كانت قد نخرت ثروات المغاربة وخيرات بلادهم إلا أنها لم تكن تتخذ مثل هذه القرارات الغير المسؤولة ، المواطن المغربي المسكين اصطدم بمغرب لا يقدم له سوى الأحزان،ويعمل كل ما في وسعه من أجل النيل منه،فالداودي الذي يقدم نفسه كإنسان متواضع يجلس في الشوارع ويسمع آهات الناس،لم يكن في الحقيقة كذلك،وأن ذلك كان مجرد خدعة يراد من خلالها كسب مشاعر الناس وتعاطفهم ،اما اعتقاد الناس في حزب العدالة والتنمية وفي الحكومة الجديدة،هو اعتقاد خاطئ لم يكن في محله واصطدموا بالوجه غير الذي اعتادوه في حزبهم قبل أن يصل إلى الحكومة.
رسالة الداودي بمثابة صفعة لكل المغاربة بشكل عام ولمن صوت لحزب العدالة والتنمية،ولمن صوت في تلك الإنتخابات أصلا، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو كالتالي مالذي ينتظر الشعب المغربي من حكومة لم تقدم له أي شيء منذ توليها مناصب الحكم،اللهم إذا كان ذلك في تضييق الخناق وإصدار الأمر بالمنع،إلى ما هنالك من الأفعال العشوائية التي لا نعرف معناها، فالمواطن المغربي لا يعرف ما محله من هذا الوطن،الوطن الذي لا يرعى مصلحته،الوطن الذي لا يعمل من أجله،وباختصار الوطن الذي أذاقه الويلات. إذا كان السيد الوزير يريد أن يبين للمغاربة أن عهده ليس كعهد من سبقوه ،ليس باتخاذه مثل هذه القرارات،وليس التغير يكون على حساب مصالح الشعب،فالحكومة الجديدة فقدت مصداقيتها،وفقدت ثقة الشعب،ولم يبقى لديها سوى الإعتذار لمن جاء بها إلى سدة الحكومة،لتعلن أنها أخفقت في بداية الطريق،ولم تستطع الإستجابة ولو لمطلب واحد من مطالب الشعب.
تعددت القرارات في عهد حكومة بنكيران لكن النتيجة واحدة،إخفاقات تليها إخفاقات،والخاسر الأكبر هو المواطن المغربي الذي يذرف دموع الآسى والتحسر على أصواته التي تذهب لصالح حكومات ،ليست أهلا لإتخاذ القرار،يبدو من الواضح أن السيد الداودي قبل أن يصل إلى الحكومة كان يحس بمعاناة المواطنين وحاجياتهم ،لكن بمجرد التربع على الوزارة بدأ كأنه غير ذلك الإنسان الذي كان يعد هم بالتغيير والإصلاح ،وبدأ العمل بجملة من القرارات التي تتنافى مع كل تلك الوعود التي قدمها الحزب قبل الوصول إلا سدة الحكومة،وبعد وصوله إليها.
إنه مخطط من مخططات القضاء على التعليم وإعطاء الفرصة فقط لأصحاب الأموال للولوج إلى مسالك الدراسات العليا،وسد الباب في وجه الموظفين ،الذين كانوا يحلمون بغد أفضل مع الحكومة الجديدة التي كانوا يعتقدون أنها ستوفر لهم ولو قسطا من تلك الوعود.فالحكومة الجديدة لم تكتف بتشجيع الجامعات المغربية على تضيق الخناق على الموظف، واستعمال سلاح الحضور الإجباري ضده، بل تعدى ذلك كله إلى منعهم من متابعة الدراسة نهائيا، فهذه رسالة إلى كافة الشعب كله أن من يعتقد الخير في وزاراتنا كان مخطئا أو كان إيمانه خاطئا في شعارات الحكومة الجديدة التي ما فتئت تطلق وعودا بالإصلاح والتغيير ،في الوقت الذي تتخذ فيه اجراءات في غير محلها لتكون بذلك أسوء حكومة عرفتها الساحة السياسية بشكل عام،قديما قيل قد تغامر بواحد من أجل عشرة وليس بعشرة من أجل واحد،لكن وزارة الداودي وحكومة السيد بنكيران غامرت بكل شيء ولم تدع شيئا لتقدمه للشعب الذي انتظرها وينتظرها على أحر من الجمر.لتعلن حربا على الفقراء من الشعب،وتأكد عزمها على الإنتقام منهم ،وترك الطريق أمام الثلة من أصحاب الأموال للسيطرة على الجامعات بعد ما سيطروا على الإقتصاد والسياسة .
من حق السيد الداودي أن يقطع آمال الكثيرين لإرضاء القلة ،من حقه العمل والمحافظة على مصالح الكبار الذين يهددونهم،لكن ليس من حقه أن يتخذ قرارات على حساب هذا الشعب ،وزراء العدالة والتنمية منذ وصولهم إلى الحكومة وهم يعملون على إصدار قرارات،هل هذا يعني أن هؤلاء يريدون أن يوهموا الناس بالتغيير،؟أم أن ذلك من أجل الظهور على الساحة ليس إلا.؟
كان من الاولى للسيد الوزير قبل أن يقدم على مثل هذه الخطوة ،أن يعيد النظر في الجامعات المغربية، من خلال دعمها وإعطاء فرص أكبر وحظوظا أوفر لكل من يأمل ويحلم،وليس تضييق الخناق عليه منذ الوهلة الأولى،وتوجيه رسالة إليه أن مكانه لم يعد موجودا في وطن قدم من أجله الغالي والنفيس مقابل العيش بكرامة.إن كان السيد وزير التعليم العالي أرسل رسالة إلى رؤساء الجامعة تقضي بمنع الموظفين من متابعة الدراسة فإن هؤلاء يردون عليه برسالة مكللة بردود فعل لن تكون في الحسبان ،لتسقط الحكومة الجديدة في مأزق شرارة الإحتجاجات التي ستعيد نفسها وبقوة إن تمادت الحكومة في قراراراتها التي لا تزيد للمغاربة إلا حزنا على أحزانهم،فالذي جاء بهذه الحكومة عبر ثورة ديمقراطية، غيرت من الخارطة السياسية للبلاد،وجاءت بانتخابات قبل أجلها المحدد،قادرعلى أن يعيد هذه الحكومة إلى سيرتها الأولى،ويعيد نفس السيناريو من جديد .ليعلم الكل أن الشعب المغربي ليس أضحوكة لمن هب ودب،وليس بيدقا يمكن تحريكه متى شئنا،إنما هو شعب قادر على أن يثور ويعلن رفضه لأي قرار يمكن أن يمس حقه في العيش بكرامة. سواء اكانت هذه الحكومات علمانية أوإسلامية،ومتأسلمة ،فإرادة الشعب المغربي قادرة أن تخلق المفاجئات،وتعيد الأمل الذي يكاد يضيع مع حكومات لا تعرف الحكامة ولا التسيير وتجهل بأمور السياسة جملة وتفصيلا،ومن ثم تدعي أنها المخلص الوحيد للمغاربة من كل الأزمات التي يتخبط فيها.
في الأيام القليلة الماضية كنا ننتقد الحكومة الجديدة وكان انتقادنا يلقى الرفض من أولئك الذين يصفقون لحزب العدالة والتنمية ،الذين يتهموننا نحن بالسلبية وبالحكم المسبق على هذه الحكومة،لكن مثل هذه القرارات تعتبر الدليل القاطع بعد الأدلة الدامغة التي سبقتها والتي ستأتي والتي تبين مدى إخفاق الحكومة الجديدة في عملها الحكومي والذي بات يحتم عليها الإستقالة أو الإقالة إذا اقتضى التغيير ذلك 


1 تعليقات على موضوع "مفاجات الحكومة الجديدة"


الإبتساماتإخفاء