قمع مسيرة الرباط يعيد بنا إلى سنوات الرصاص

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

04/10/2016
رشيدأخريبيش
من شاهد ذلك القمع الممارس على المحتجّين في الرباط الذين خرجوا ضدّ  ما سمي بإصلاح أنظمة التقاعد زورا وبهتانا ، والذين عبّروا عن رفضهم لسيّاسات الحكومة التي أهلكت الحرث والنسل، سيعتقد أنّ وطننا الحبيب لا ينتج سوى القمع، فلا ديمقراطية ولا حقوق ولا حريات  ولا هم يفرحون.
المسيرات المناهضة للمخزن ولأساليبه تجاه الشّعب  دائما ما تواجه بالقمع من طرف هذا المخزن، وهذا ما رأيناه في كل المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي .
المخزن بعد كل الذي قدّمه للشّعب من ويلات عاد ليقول للمغاربة  إنّ التغيير الذي تراهنون عليه والذي آمنتم، به مجرّد وهم وأنّ سنوات الرّصاص التي ظننتم أنّها ذهبت إلى غير رجعة، هي لازالت قائمة وأنّ  زوال المخزن لن يكون حتّى لو كلفه ذلك التّضحية بالشعب بأكمله .
مسيرات الدفاع عن الشّعب وعن حقوقه تواجه بالقمع والتنكيل بدعوى عدم حصولها على ترخيص من طرف السلطات المعنية ، ومسيرات الدفاع عن المخزن يتم دعمها بكل ما يملكون من قوة، ولنا أن نتذكر كيف تجنّدت وزارة الداخلية مؤخّرا لدعم مسيرة الدار البيضاء المهزلة حيث جيّشت الكل   وذهبت بعيدا في دعمها حتّى وصل بها الأمر إلى الكذب على المواطنين الذين انتقلوا للمشاركة في المسيرة للتضامن مع سوريا فاكتشفوا أنّهم في مسيرة تطالب برحيل الحكومة.
مسلسل القمع الذي لا زلنا نراه في شوارع الرباط وفي غيرها من المدن الأخرى ضدّ كل من يخرج للتعبير عن رأيه هو عربون تأكيد على أنّ الشّعب المغربي ما زال يقبع تحت الديكتاتورية  بعيدا عن عهد الديمقراطية، وبعيداً عن عهد حقوق الإنسان  الذي تم الترويج له زورا وبهتانا ، وأنّ من تعهّد  لحفظ كرامة المغاربة هو من يذيقهم ويلات تلك السياسات القمعية.
صورة الوطن الذي يحترم شعبه والذي كنّا نحلم به والذي كنا نتمناه قبل  دستور 2011 وقبل ثورات الربيع الديمقراطي، ربّما لم تتحقق بعد، و أنّ ما تحقق في هذا الوطن هو القمع في أعتى صوره ، في غياب تامّ لشيء اسمه الحريات،  التي كانت الدولة حريصة على تقديمها على مسامع الشعب المغربي ، فالحزب الذي تعهّد بتوفير الحماية للمواطنين ظهر خداعه ونفاقه بكل جلاء وباع الوهم للمغاربة وهو مستمر في تقديم المزيد من المآسي لهم الآن .
كل الأحزاب الممخزنة أي التي قبلت أن تلعب في حضن المخزن، هي لا تستطيع أن تتفوّه ولو بكلمة ضد ما يحدث من مجازر من طرف المخزن ،بل لا تستطيع حتى التضامن مع أولئك الضحايا الذين يسقطون في شوارع المملكة كل يوم ولا يمكنها أن تخطو خطوة بدون استشارة هذا  المخزن.
نحن على موعد انتخابات برلمانية ،بدأت كل الأحزاب في حملتها الانتخابية، وبدأت الوعود تتساقط من كل حدب وصوب، وبدأ الغد الأفضل يلوح في الأفق عبر برامج هذه الأحزاب التي غالبا ما يكون مضمونها عشوائيا، فمنذ سنين ونحن نسمع نفس الخطاب، نفس الوعود ،ونفس الأسلوب في تقديم الأكاذيب. فالسؤال المطروح هو هل ستستطيع هذه الأحزاب المشاركة الآن في المهزلة السياسية أن ترغم المخزن على التراجع عن قمعه للشعب؟ ؟؟؟
الجواب بسيط ولا يحتاج إلى كثير من الجهد ويمكن استنباطه من خلال مواقف هذه الأحزاب التي تلعب دور التغطية على جرائم المخزن كلما تمكنت من الوصول إلى سدّة  الحكومة وهو ما فعله حزب العدالة والتنمية وقبله أحزاب أخرى، ومن بعدهم أحزاب أخرى ستجدها بارعة في تقديم الولاء والطاعة لهذا المخزن .
المخزن هو الذي يحكم وهو الذي يرسم السياسات وهو الذي يقمع، وبإذنه يسير الوطن كلّه أمّا الأحزاب فهي توضع  فقط في الواجهة، فهي لا تملك في الحقيقة لنفسها ضرّاً ولا نفعاً. فهل  ننتظر أن تشهد البلاد تغييراً ونحن مازلنا نسمع    رئيس حكومة بصلاحيات دستورية يعلن أن رئيس الدولة  هو الحاكم الفعلي للبلاد وأن صلاحياته محدودة برغم التنصيص عليها في الدستور؟ وهل ننتظر أن تسير بلادنا إلى الأمام ووزير العدل لدينا لا سلطة له ولا خبر له بما يجري من سفك للدماء وما يحدث من قمع على المباشر  ؟
علينا أن لا  نعول على الانتخابات كثيرا، وعلينا أن لا نراهن على هؤلاء الذين يطلقون وعودهم وأكاذيبهم، فهذه المسرحيات لا تنتج لنا سوى مزيد من القمع ومن الاستعباد.
سنوات الرصاص عاشها الشعب وهو يعيشها الآن لم يتغير أي شيء  فالحال بقي على ما هو عليه والشعب دائما هو الضحية .
سنة هجرية سعيدة وكل عام والشعب يقبع تحت الاستبداد .

0 تعليق على موضوع "قمع مسيرة الرباط يعيد بنا إلى سنوات الرصاص"


الإبتساماتإخفاء