رشيد أخريبيش
23/06/2017
هل يئس شبابنا إلى هذه الدرجة ؟ هل فقدوا الأمل في إيجاد وطن يحتضنهم؟ هل فقدوا الثّقة في حكّامهم وتمسكوا بالرّحيل حتّى لو كان هذا الرحّيل على حساب أرواحهم.
غَادرَنا رشيد المستور لم يترك وراءه لا ثروة، ولا قصرا، ولا مبلغا خياليّا كما يفعل الطغاة عندما يرحلون عن بلدانهم، بل ترك وراءه رسالة تُكتب بماء العيون وجّهها ،إلى كل الأحرار الذين ضاقت بهم الدّنيا بما رحبت في أوطانهم، والذين سيكونون مجبرين عاجلاً أو آجلا على الرّحيل من وطن لم يقدّم لهم سوى الموت بالمجّان.
فضّل “المستور” أن يستر للوطن عوراته، حاول أن يبحث عن وطن يأويه مخافة إحراج ساسة بلاده الذين انشغلوا بالفتنة أكثر من انشغالهم بمستقبل أبناء الشعب، فتركوهم عرضة للموت والضياع.
لم يخرج الشهيد “المستور ” إلى الاحتجاج ولم ينتفض في وجه الطغاة للدفاع عن حقه في العيش بكرامة، كما يفعل الكثير من أبناء الوطن، بل فضّل المغامرة وركوب الأمواج والمخاطرة كي لا يفسد على من يحكموننا فرحة الاستمتاع بأموال الشعب التي نهبوها.
قرّر الشهّيد الرّحيلَ لأنّه الأرحم بالنّسبة له في وطن نُزعت منه الرّحمة على أبنائه، قرّر الرّحيل لأنّه تيقّن تماماً أنّه ليس على هذه الأرض ما يستحق الانتظار .
“المستور” دافع عن كرامته ،بعدما تيقّن أنّه لا وجود للكرامة في هذا الوطن ، وبعدما تأكّد أنّ الكرامة تُداس بالأقدام وبأنّها أصبحت مرهونة بعبادة الأصنام ،قرّر أن يواجه أمواج البحر فسلّم لها جسده النحيل الذي لم يقو على مواجهة الظلم في وطنه.
“المستور “بحث عن لقمة عيش في وطنه، فتفاجأ أن من يحكمونه، سرقوا منه اللّقمة وسرقوا الوطن وسرقوا الأحلام، لم يُهرّب الأموال إلى َبنَما ولم يُهرّب الذهب إلى الخليج ،بل فضل أن َيهرب عن هؤلاء إلى بلدان ربما تحفظ له قسطا من الكرامة التي افتقدها في وطنه.
لم يكن شهيد الكرامة رشيد المستور سوى واحد من آلاف الشباب الذين يتمنّون أن يرحلوا عن هذا الوطن والذين يفضلون الموت في البحر بدل العيش في الذل والهوان .
0 تعليق على موضوع "يئسوا من الوطن فغادروه إلى الأبد"
الإبتساماتإخفاء