لماذا تحرضون أسماك البحر على أن تثور

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش

06/07/2017

يا أبناء الرّيف أيها الانفصاليّون، أيّها الفوضويون الذين يريدون الفتنة لم يكفكم ما فعلتموه في البرّ من فتنة، ولم يَكفكم ما قمتم به من تحريض لأبناء الريف وأبناء

المغاربة جميعا ،حيث وصلت بكم الوقاحة إلى أن تقصدوا أمواج البحر لتُحرّضوا الأسماك على أن تثور في وجهي ، أليس فيكم رجلٌ حكيم. انتهى خطاب الحكومة الموجه إلى أهل الرّيف الذين انتفضوا من أجل حقهم في العيش بكرامة.
الكل شاهد ما حدث في الأيام القليلة الماضية في شاطئ الحسيمة عندما حاصرت قوات الأمن أبناء الرّيف و منعتهم من الاحتجاج حتى وهم داخل البحر في سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
ليست المرّة الأولى التي يُحاصر فيها أهل الرّيف، وليست المرّة الأولى التي يُقمع فيها هؤلاء ، بل للقمع تاريخ مع أهل الحسيمة وللحصار مع الريف قصص لا تنتهي.
في كلّ الانتفاضات التي يقودها أبناء الرّيف ضدّ التّهميش والفقر ُيُقابل هؤلاء بِقمعٍ من طرف المخزن، ولك أن تسأل لماذا كلّ هذا الحرص من المخزن على استعمال كلّ هذا العنف تجاه مسيرات سلميّة لا تطالب سوى بحقوقها المشروعة التي لا تتعدّى المطالب الاجتماعية. 
كثير منّا ينساق وراء مسرحيّات المخزن التي يسعى من خلالها إلى شيطنة أهل الرّيف دون أن يكلّف نفسه عناء الوقوف على مطالب هؤلاء .
جميع الانتفاضات التي قادها أبناء الرّيف لا علاقة لها بالانفصال، وجميعها كانت ضد الفقر والتهميش، وجميعها رفعت مطالب اجتماعية بعيدا عمّا ُيروّج له من طرف البعض، وخصوصاً الذين يحملون العداء لكّل ما هو ريفي ولكلّ مغربي يطالب بحقوقه المشروعة. 
متى رفع أبناء الرّيف مطالب الانفصال عن المملكة المغربية ؟ومتى أعلن هؤلاء عن نيتهم في تأسيس دولة خاصة بهم ؟
في انتفاضة 1958 التي قُمعت والتي أعقبت استقلال المغرب لم تتعد مطالب أبناء الريف أنذاك المطالب الاجتماعية ،ولم تطالب سوى بما يطالب به الشعب الآن، ومع ذلك تمّت شيطنتها وتمّ قمعها، ونفس الشيء حدث مع انتفاضة 1984 التي كانت نتيجة ارتفاع نسبة المعيشة ونتيجة السياسات العشوائية للحكومة أنذاك، ونفس الشّيء حدث في الريف بعد الانتفاضة التي تلت مقتل الشهيد محسن فكري، فالقاسم المشترك بين كلّ هذه الانتفاضات هو القمع الذي يواجه به المخزن الشّعب الريفي.
لا أحد يستطيع أن يثبت لنا أنّ أبناء الريف طالبوا بالانفصال ولا أحد يستطيع أن يثبت أنّ لهؤلاء صلة بأيّ جهة خارجية، وما يُقال وما نسمع عنه في بعض وسائل الإعلام هي مجرّد دعاية يُراد من خلالها شيطنة الحراك، وإيجاد مبرّر لذلك القمع الممارس على أبناء الرّيف برّا وجوّاً وبحراً.
الرّيف مُحاصرٌ من كلّ الجوانب والنّاس تنتهك أعراضهم، وأبناء الريف يقبعون في السجون ،والحكومة غائبة عن المشهد تماما. 
السؤال الذي يجب أن يطرح هو لماذا يُحاصِرون الرّيف؟
إذا كان الرّيف عبر التاريخ قد رفع مطالب اجتماعية واقتصادية فلماذا يُحاصَر؟ وإذا كان أبناؤه لا يتوانون في رفع شعار السّلمية في كل احتجاجاتهم فلماذا يتمّ خنقه؟ 
لماذا ُيحاصِرون الرّيف إذا كانت الحكومة نفسها قد أبعدت عنه تُهمة الانفصال ؟
الشّعب يُريد من الحكومة المغربية إجابة عن كلّ الذي يحدث في الرّيف، يُريد إجابة عن أبناء الشعب الذين يقبعون في السجون، يريدون إجابة عن مناطقهم التي أصبحت تحت رحمة القمع الذي أصبح يُوزّع على أبناء الرّيف بالمجّان.
لا عُذر للحكومة الآن بعد أن ظهرت الحقيقة، ولا عُذر لها في الإبقاء على الحصار المفروض على منطقة الرّيف المغربي، ولا عُذر لها أيضا في الاستمرار في اعتقال أبناء الرّيف، مادام أنّ هؤلاء لا يطالبون إلا بحقوقهم. فكيف يُعقل أن نعترف بأنّ الرّيف يعاني، وكيف نعترف بأنّ هناك تقصيرا من طرف الحكومة في إنجاز مشاريع تنموية بالمنطقة ومع ذلك نَصمت على الحصار وعلى الاعتقال وعلى العنف الممارس على أبناء الريف، أي منطق هذا ؟

0 تعليق على موضوع "لماذا تحرضون أسماك البحر على أن تثور"


الإبتساماتإخفاء