هل وصل الحال بفتياتنا أن يبعن بكاراتهن مقابل المال يا سعادة الرئيس ؟

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

بقلم رشيد أخريبيش
في بلد يدعي رئيس حكومته ومن على شاكلته أنه قد حقق التقدم والازدهار ، وفي وطن يطمح فيه الشعب إلى تحقيق الكرامة والتمتع بالحقوق ، خاصة بعد عهد جديد وبعد حكومة وصلت إلى السلطة بعد حراك شعبي كان يتوخى من خلاله الشعب أن تتغير أحواله وينعم بمكاسب حقيقية على أرض الواقع مازلنا نسمع عن كوارث بالجملة أبطالها مغاربة دفعتهم قساوة العيش إلى أن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة ، آخر هذه الكوارث فضيحة مدوية تناقلتها وسائل الإعلام الدولية منها والوطنية والتي تحز في النفس وتظهر بجلاء حجم المآسي التي يتخبط فيها الشعب المغربي إنها فضيحة فتيات في مقتبل العمر يعرضن بكاراتهن للخليجيين مقابل 10 ملايين سنتيم
نحن الآن لسنا بصدد إلقاء اللوم على أولئك الفتيات اللواتي يبعن أجسادهن بالمال بالرغم من أننا نتذمر من سماع مثل هذه الأخبار التي تسيء لوطننا ولشعبنا الكريم ، وإنما اللوم كل اللوم سنلقيه على حكومتنا الغراء، التي طالما لقنتنا دروسا في العمل والجد التي طالما تمطرنا بمسرحيات تصور فيها أن المغاربة يعيشون الرفاهية ، وأنها أول حكومة استطاعت بفضل حكمة رجالها أن تحقق إصلاحات منقطعة النظير. 
الرسالة موجهة إلى من حمل أمانة إصلاح أحوال المغاربة ، إلى من انتظره المغاربة على أحر من الجمر بعد سنوات من الأمل والانتظار ، إلى هؤلاء الذين قدموا أنفسهم ملائكة يستطيعون تغيير خارطة المغرب ، نقول لهؤلاء جميعا ولمن سار على نهجهم وللبعض ممن لا يزال يثق في مسرحيات هؤلاء، ما الذي يجعل فتيات في مقتبل العمر يبعن أجسادهن مقابل دراهم معدودة ؟
نعتقد أن تلك الفتيات اللواتي قررن الانتقام من أنفسهن ببيع أجسادهن لم يقمن بذلك حبا في الاستمتاع و لا بدافع إشباع رغباتهن الجنسية ، بل الدافع الوحيد الذي فرض عليهن ذلك الفعل الشنيع الذي يسيء إلى كرامتهن أولا وإلى كرامة المغاربة بشكل عام والذي يعيدنا إلى زمن الانحلال الأخلاقي بدون منازع إنه فيروس الفقر الذي تفشى في وطننا في السنوات الأخيرة بصورة مخيفة بسبب توجه الحكومة القاتل الذي أعادنا إلى الوراء لقرون .
بالرغم من أننا نلقي اللوم على الحكومة ونتغاضى الطرف على أولئك الفتيات اللواتي فضلن بيع أغلى ما يملكن ألا وهو شرفهن على أن يعشن المعاناة، إلا أن هذا لا يعني أننا ندافع عن تلك الأعمال ، بل على العكس من ذلك فنحن نستنكر ذلك ونعتقد بكل آسف أن مثل هذه الأعمال لن تحل المشكلة ، بل هي من ستزيد الوضع تعقيدا ، لكن لنتحدث بصراحة وبكل موضوعية ،ولننزل من أبراج الحكومة العاجية ونقول لو كانت هناك بالفعل سياسات عمومية من طرف الحكومة المغربية في كل المجالات بدون استثناء ، ولو كانت بالفعل تنظر بعين الرحمة وتريد الخير لأبناء الوطن كما تدعي لربما لم نسمع بتاتا عن مثل هذه السلوكات المنحطة ، ولسمعنا ربما عن نماذج لنساء يساهمن في بناء أوطانهن ، وليس عن نساء يبعن أجسادهن مقابل دريهمات معدودة من أجل الحصول على لقمة العيش التي تبقيهن على قيد الحياة .
كل الظواهر التي بدأت تظهر في مجتمعنا في السنوات الأخيرة ، كان السبب فيها السياسات المعوجة للسيد عبد الإله بنكيران وإخوانه ، فالرجل كان مصمما على الانتقام من الشعب منذ البداية ، كل ذلك تحت ذريعة الإصلاحات المزيفة التي كان قد رفعها على الدوام، والتي أوصلتنا إلى الوضع الكارثي الذي نحن عليه الآن .
حكومتنا الغراء صاحبة القاع والباع في إنتاج الوهم وتقديمه للمغاربة على طبق من ذهب، كانت لها اليد الكبرى في ظهور مثل هذه الظواهر الخطيرة التي أصبحنا نراها بأم أعيننا ، فكان من هذه الحكومة أن أغلقت أبواب التشغيل ونهجت أسلوب ارتفاع الأسعار الذي أرهق كاهل المواطن المغربي البسيط ،وجعلته يبحث عن كل ما يبقيه ميتا على وجه هذه الأرض السعيدة، ولو كان ذلك على حساب شرفه وكرامته التي يمرغها في التراب مقابل أثمان لا تسمن ولا تغني من جوع .
رسالتنا إلى السيد رئيس الحكومة ، ولمن اتبع نهجه المعوج ، لقد طال بطشكم كل المغاربة ، وكابدوا من جراء ظلمكم المستمر ما كابدته الأمم السابقة التي عاشت تحت نير الظالمين وبطش المفسدين ، فأجهضتم كل أحلام هؤلاء التي كانوا قد بنوها مع انطلاق ثورات العزة التي لولا كيد الكائدين لأخرجت الشعوب من ظلمات الظلم والإستبداد ،ولربما أعادت قطار هذه الشعوب إلى السكة بعد أن زاغ عنها لقرون بسبب المفسدين الذين تمسكوا بالسلطة ومارسوا على الشعب أنكر الممارسات ،كل ذلك تحت غطاء العهد الجديد والديمقراطية وحقوق الإنسان. 
المغاربة لايستغربون من سماع مثل هذه الأخبار ، بل إن هؤلاء يتوقعون أن يمن عليهم عهد المتأسلمين بالمآسي، فظاهرة بيع الأجساد والشرف هو فقط صورة مصغرة لعشرات الظواهر التي حلت بالشعب المغربي وما خفي كان أعظم وإن حاول هؤلاء إنكارها زورا وبهتانا .
من الغريب جدا أنه بعد كل الذي يحدث في وطننا ما تزال الحكومة مستمرة في عجرفتها تتمادى في حربها ضد الشعب ،دون أن تستحضر أوضاع هؤلاء التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ، ولأن الشعب لم يعد يقو على الكلام فإن السيد بنكيران وإخوانه لا يجدون سوى إمطاره بوابل من الزيادات آخرها زيادة في فواتير الماء والكهرباء من أجل إنقاذ المكتب الوطني للماء والكهرباء الذي نهبت أمواله ، فعوض أن يحاسب المفسدين وعوض أن يحرك القضاء ويزج بهؤلاء في السجون جراء ما اقترفت أيديهم ، ذهب رئيسنا في الاتجاه المعاكس فقرر أن ينقذ هذا المكتب على حساب المواطن البسيط الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا .
مع استمرار الحكومة في سياساتها العشوائية ،ومع استمرار رئيس الحكومة في استبداده بالشعب ، فإن الأيام ستخبرنا بما لم يكن في الحسبان ،فالوضع كارثي إلى أبعد الحدود والشعب متذمر من سياسات هؤلاء التي ما أنزل الله بها من سلطان ,
ثلاث سنوات من حكم المتأسلمين لا شيء قد تغير على الإطلاق ، ثلاث سنوات من الظلم والقهر وإصدار جملة من القرارات الظلامية، التي أعادت بنا إلى القرون الأولى، وقضت على كل الآمال والأحلام ، وجعلت الشعب يتساءل بكل أسف عن حقوقه التي ضيعها من باع دينه ووطنه وحقوق شعبه بعرض من الدنيا وبات السيف المسلط على رقاب من أوصلوه إلى السلطة .
على المغاربة الذين يلدغون من الجحر عشرات المرات أن يعرفوا حقيقة مفادها أن حزب العدالة والتنمية هو أسوأ حزب وصل إلى السلطة منذ الاستقلال فإذا كانت الأحزاب الممخزنة قد تورطت في سياسات فاشلة كانت وبالا على الشعب المغربي فإن حزب العدالة والتنمية متورط من رأسه حتى أخمص قدمية في لعبة خيانة شعب بأكمله .

0 تعليق على موضوع "هل وصل الحال بفتياتنا أن يبعن بكاراتهن مقابل المال يا سعادة الرئيس ؟"


الإبتساماتإخفاء