يسألونك عن العدالة في وطننا

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

رشيد أخريبيش
يسألونك عن العدالة في وطننا الحبيب قل هي فقط اماني الشعب واحلامه التي لا يمكن أن تتحقق ، قل هي أوهام راودت هؤلاء منذ عقود ، قل هي مسرحيات اختارها من هم على رأس القرار للنيل من الشعب وإرساء الديكتاتورية البغيضة .فاستعبدوا بها الشعب ومارسوا عليه الاستبداد ،وقالوا له إنك لمنعم ومحظوظ وشعوب الأرض كلها تتمنى أن تنعم ولو بقليل مما أنت فيه ، يا لها من عدالة يعيشها الشعب المغربي !!!!!
دعاة عهد الإصلاح الجدد الذين يتغنون بالعدالة كلما أتيحت لهم الفرصة، والذين يرددون شعارات النصر على الفساد خاصة بعد الدستور الجديد ،ربما لديهم رؤية أخرى للعدالة ونظرة أخرى للديمقراطية، غير التي نراها نحن ،فالعدالة التي تحققت عند هؤلاء هي إطلاق العنان للمفسدين والعفو عن الفساد بل وإحتضانه بكل الأيادي والعمل على تكريس الظلم والقهر وإنتاج الديكتاتورية البغيضة .
أنا في الحقيقة لا أدري عن أي عدالة يتحدث أنصار السيد بنكيران الذين ما إن تحدث إلا واتهموك بالتهجم على زعيمهم الذي أصبح لديهم في مرتبة الانبياء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، أي عدالة يا من صدعتم رؤوسنا بالشعارات على الدوام ،أي عدالة تلك التي لا تعرف الحق إلا لذاتها وتسعى جاهدة لقهر المظلوم وسلب حقوقه المشروعة ، أي عدالة تتحدثون عنها والشعب كله أّّسير سياسات ّأّساسها الظلم والمحاكمات والسجون دون أي وجه حق. 
العدل أساس الملك كما يقال، والظلم كذلك أساس الملك في وطننا الحبيب ، فلا صوت يعلو على صوت الظلم ،ولا شيء يريح حكام المغرب غير الانتقام من الشعب ، فالمتتبع لما يجري على الأرض سيتأكد أن لا أحد سيسلم من أيادي هؤلاء ولا أحد يستطيع أن يعيش في وطنه دون أن يمسه شر هؤلاء الحكام ،فما إن يحاول أبناء هذا الشعب المقهورين الحديث عن معاناتهم بطريقة حضارية لا تتجاوز السلمية إلا وتجد الحكومة الجديدة تتصدى لهم بالقوة متحدية كل القوانين والمواثيق ،ومتحدية الشعب الذي اختارها أن تقود مرحلة ما بعد الثورات ولولا هذه الشعب لما وجدت هذه الحكومة ولما تجرع هذا الشعب مرارة هذه السياسات العشوائية التي صدرت عنها .
عندما ثار المغاربة في 2011، وعندما طالب هؤلاء بحقوقهم المشروعة ،كان للدولة موقف مشرف من هؤلاء فقامت باعتقال من تزعم الحركة الاحتجاجية وأعلنت عليها الحرب ،عبر الزج بالمناضلين في السجون كل ذلك في سبيل أن يصمت الشعب، وألا يعيد مرة أخرى ما يعتبره هو السبيل الوحيد لتحقيق أهدافه ،ويعتبره من هم على رأس القرار أساس الفتنة ،وعندما اختار الأساتذة الذين طالهم الحيف والإقصاء ممارسة حقهم في الإضراب الذي يضمنه الدستور أقامت الحكومة الدنيا ولم تقعدها، فاتخذت في حق هؤلاء إجراءات زجرية فحاكمتهم بتهمة الفوضى وقطعت عليهم ذلك الأجر الزهيد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، وحاولت تركيعهم بشكل أظهر نية هذه الحكومة في الانتقام من هؤلاء .
أما عدالة الحكومة تجاه المعطلين فتلك هي الطامة الكبرى فلم تتردد حكومتنا الغراء في نهج مقاربة "الزروطة والتفرشيخ" في مواجهة هؤلاء الذين يطالبون فقط بحقوقهم المشروعة ، بل نال هؤلاء جزاءهم في السجون مع المجرمين في صورة مآساوية تبين وبشكل لا يدع مجالا للشك، أن أمام حكومة مجرمة لا تعرف إلا لغة القهر والانتقام بعيدا عن لغة الحوار التي كان من الممكن أن تتحلى بها خاصة وأننا في عهد لا يسمح بأن تستعبد الشعوب، لان زمن الاستعباد لم يعد مقبولا على الإطلاق. 
لم أعد أسمع في هذا الوطن العزيز سوى عن المحاكمات وهذا جميل لو أن ذلك بالفعل يسير في اتجاه ّإعلان الحرب على أباطرة الفساد الذين عاثوا في ثروة المغاربة فسادا ،ولكن للأسف الشديد فهذه المحاكمات موجهة إلى صدور أبناء الفقراء الذين يدافعون عن حقوقهم ،موجهة إلى المعطلين الذين يعانون الامرين والذين وصل بهم الآمر إلى إضرام النار في أجسادهم الزكية بعد أن فقدوا الأمل في حكومة لا تعير اهتماما لأبنائها ، موجهة إلى كل من يدافع عن حقوق هؤلاء ،وكلنا نعرف قصة القاضي الذي حكم لصالح ّّأطر محضر 20 يوليوز الذي يعاني الآن من مضايقات لا نعرف كيف ستكون نتيجتها، للأسف المحاكمات موجهة ضد كل مغربي يرفض أن يعيش تحت القهر ويناضل من أجل الحرية والكرامة تلكم هي عدالة حزب العدالة والتنمية الحاكم ، الذي أظهر حرصه منذ البداية على خدمة الشعب المغربي
صورة القهر والظلم التي هي من نصيب الشعب المغربي، ربما هي من مكتسبات عهد التغيير الذي جاء مع بنكيران وإخوانه في قهر الشعب ، وربما هي محصلة ذلك النضال الذي كلف المغاربة الكثير ،والذي استغله حزب العدالة والتنمية ووصل على إثره إلى السلطة، فما كان منه إلا أن يتبرأ من هذا الشعب ويعلن الحرب عليه ويذيقه الويلات طيب الله أوقاتكم وعفانا وإياكم من شر هؤلاء المتأسلمين .

0 تعليق على موضوع "يسألونك عن العدالة في وطننا"


الإبتساماتإخفاء