رمضان مبارك للشرطة بالخميسات

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش
بحلول هذا الشهر الفضيل ، شهر المحبة والإخاء والتضامن وقبل أن نبارك لأحبائنا في كل البلاد الاسلامية دخول هذا الشهر العظيم نود أن نتقدم إلى رجال الشرطة وخاصة شرطة المرور بأخلص عبارات المحبة والمودة لما يقدمونه من عمل جليل من أجل المواطن الذي يسعون إلى امتصاص الدم من عروقه عبر تلفيق المخالفات التي ما أنزل الله بها من سلطان 
.
لم أكن يوما أريد الحديث عن الشرطة ولا أن أقحم نفسي في هذا المجال لأنه ليس من اختصاصي ولا حاجة لي للحديث عنه ، ولكن الصدفة التي جمعتني برجال الشرطة جعلتني أتطرق إلى عمل الشرطي الذي نكن له كل الاحترام والتقدير .
بينما كنت أتجول رفقة صديقي في سيارته بمدينة الخميسات  ، فاجأنا شرطي المرور  وطلب من صديقي  أن يمده  بوثائق السيارة فظننت في الوهلة الأولى أنه إجراء طبيعي من الواجب على رجال الأمن أن يقوموا به ، لكن المصيبة العظمى والطامة الكبرى التي لم أكن أتوقعها هي عندما  سمعت شرطينا المبجل يقول  بالحرف الواحد "عندك مخالفة" أصابتنا صدمة كبيرة وسألناه عن ماهية هذه المخالفة التي يتحدث عنها صاحبنا ،فأجابنا بكل برودة أعصاب "مدرتيش قف"  لكن مما زاد الطينة بلة هو قوله "نزل نتفاهمو" التي لا أعلم إلى حدود الآن ماذا يعني بها شرطينا الغالي ، هل يعني بكلمة نتفاهمو أن يشرح لنا عن مخالفة لم نرتكبها أبدا ، يجب علينا أن نقر بها ونحاول أن نصدق أنفسنا بأننا ارتكبناها ، عندما أصرينا على أننا لم نرتكب هذه المخالفة قط وأنها إجحاف في حقنا أجابنا الشرطي "سير شكي" فما كان له سوى أن يسجل المخالفة لينتهي اللقاء مع شرطة المرور لنطرح مجموعة من الأسئلة حول هؤلاء الذين نجعلهم أمناء لتسيير طرقنا والذين غالبا ما يتجاوزون حدودهم ليصلوا إلى الشطط في استعمال السلطة ظانين أنهم لا أحد يستطيع أن يحاسبهم ماداموا في مجال يعطيهم الحق في محاسبة الآخرين ما الذي يمكن فعله إزاء مثل هذه الممارسات التعسفية التي لا تمت لمغرب الديمقراطية الذي طالما تنادي به الحكومات المتعابقة بشيء ، ما الذي يضمن للمواطن المغربي السلامة والآمان إذا كان شرطي المرور قد انحرف عن ضوابطه التي يحددها له القانون ؟
شرطي المرور تحول من رجل يحمي المواطن ويوجهه ويحافظ على سلامته ، إلى مستبد يستعمل السلطة من أجل قضاء مصالحه الشخصية وممارسة التسلط على أبناء هذا الوطن الذين من المفروض أن نتعامل معهم معاملة تليق بهم كمواطنين لهم كامل الحقوق كما ينص عليها الدستور وليس كعبيد يساقون إلى الأسواق للبيع والشراء.
تعسف شطط وتسلط من طرف شرطة المرور ، لكن لا حياة لمن تنادي فلا أحد يستطيع أن يصدق ذلك المواطن البسيط خاصة إذا ما حاول أن تكذيب أقوال الشرطي الذي يسجل المخالفات كما يحلو له أو أن يشكك في ادعاءاته ولو كانت تجانب الصواب ليكتمل مسلسل التواطؤ من كل حدب وصوب .
جهاز الأمن الذي يسعى إلى تأمين حياة الناس والسهر على الأمن والطمأنينة يدق ناقوس الخطر في بلادنا ويعيد طرح تساؤلات حول أخلاق المهنة التي أصبحت في خبر كان ، فكيف يمكن لرجل وضعته الدولة لحماية المواطنين من كل ما يمكن أن يهدد سلامتهم أو طمأنينتهم أن يتحول هو نفسه مهددا للمواطنين في ظل غياب كلي لأخلاقيات المهنة التي يجب الالتزام بها أثناء ممارسة هذه المهنة النبيلة .
كل هذا لن يمنعنا من أن نتقدم بتحية مكللة بالورد والريحان إلى رجال الشرطة البواسل الذين يجدون ويكدون ويعملون بالليل والنهار وقلوبهم تستحضر قيمة المواطن  من أجل الحفاظ على أمنه وسلامته ، فنحن لسنا ضد هؤلاء بل على العكس من ذلك نقدر مجهوداتهم إلا أننا لا نتفق مع الطرح الذي يقضي بمنح السلطة لرجال الشرطة إلى أبعد الحدود لأن الواقع يثبت وبلا أدنى شك أن هناك تجاوزات يجب فضحها ، رمضان مبارك سعيد كل عام وشرطتنا بألف خير

0 تعليق على موضوع " رمضان مبارك للشرطة بالخميسات "


الإبتساماتإخفاء