الكاتب رشيد أخريبيش: نداء إلى من يهمه الأمر

من مواطن عادي إلى من يهمه الأمر في هذا الوطن ، بقلب يعتصره الألم وبكلمات ثقيلة تعجز عن الخروج أتوجه إلى من بقي فيه حبة خردل من الإنسانية في هذا البلد ، ليس على مصلحة نتملق لأحد للحصول عليها ، ولا لهدف نريد الوصول إليه ، وإنما رفقا بإخواننا الذين يموتون يوميا دون أن يجدوا من الأطباء من ينظروا لأحوالهم في أيت يدين التي تعيش ساكنتها التي تقدر ب 20 ألف نسمة بدون طبيب ولا حتى ممرضين 

.

إلى من يهمه الأمر في عهد الإصلاح والتغيير إلى من تعهدوا بتنزيل الدستور الذي خرج من رحم نضال الشعب المغربي الذي ضحى من أجل أن يحصل على تلك المكتسبات التي حققها ، فالوقت لم يعد وقت تفكير ولا وقت مماطلة لأن حياة الساكنة في خطر تحتاج إلى إعادة النظر قبل فوات الأوان .

بعد النداءات التي لم تجد أذانا صاغية وبعد تلك الرسائل التي وجهناها إلى المسئولين في وزارة الصحة المغربية والتي كنا ننتظر منها أن تقدم على وجه السرعة وتعيد النظر في المعضلة الصحية التي هي الآن على وشك التفاقم إن لم نقل أن المنطقة على شفا كارثة صحية .

20 ألف نسمة بدون طبيب  ربما لا يحرك أي شيء في قلوب من يدعون الإصلاح والتغيير ودعاة العهد الجديد الذين يرفعون شعار دولة الحقوق التي سارع الشعب إلى التطبيل لها بعد خطاب جلالة الملك في 9 مارس  2011 الذي اعتقدناه بمثابة وضع النهاية لمعاناتنا ، لكن على ما يبدوا فالأمور لم تتغير وأن الأحوال بقيت على ما هي عليه .

ربما سيكون هذا النداء هو الأخير الذي سنوجه فيه إنذارا إلى من يهمهم الأمر من سلطات ومسؤولين بقطاع الصحة أن يسارعوا إلى إنقاذ أبناء هذا الوطن من الكارثة التي أريد لها أن تكون وسط صمت وتواطؤ من الكل غاية في أنفسهم ، هذه المرة لن نعيد هذا الكلام إلى حضراتكم ولن نحتاج إلى إزعاج أذانكم بهذه الكلمات ، فالكلمة الفصل ستكون لليدينيين الذين سينتفضون بصغيرهم وكبيرهم تجاه هذا الظلم الذي يمارس عليهم منذ عقود ، فإن كانوا قد تحملوا كل هذا الألم والمعاناة وسكتوا على الظلم والعدوان ، فإنهم الآن مستعدون للخروج من صمتهم المطبق للثورة على الفساد والمفسدين