التحليل السوسيولوجي لقيام 20 فبراير

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش
بما أن تشارلز قد أكد في مؤلفه الحركات الإجتماعية على ضرورة توفر مجموعة من الشروط في قيام الحركات الاجتماعية من قبيل  الجهود المنظمة ، مجموعة من المشاركين ، أهداف واضحة ، ووسائل تعبئة للنهوض بهذا المشروع الفكري السياسي الذي يسعى إلى تغيير السياسات والهياكل القائمة أو إصلاحها وتوجيهها في الاتجاه الذي يراه هؤلاء صحيحا .فإن لا أحد ينكر أن حركة 20
فبراير التي قادت الحراك أو قادت ما يفضل البعض تسميته بالربيع المغربي أسوة بالربيع الديمقراطي الذي انطلق في العديد من الدول العربية ودول المغرب الكبير قد اعتمدت في حراكها هذا على مجهود شعبي متمثل في النضال الذي قاده الشباب المغربي عبر الشبكة العنكبوتية ، حيث جند الشباب المغاربة عبر الفيسبوك ألاف المغاربة ممن لديهم فكر ثوري يؤمن بالتغيير كحل للمشاكل التي يتخبط فيها المغرب ، حيث تم وضع صفحة على الفيسبوك وانضم إليها الآلاف في ظرف وجيز ، خاصة وأنها جاءت أو تزامنت مع هزيز رياح التغيير التي انطلقت في العديد من البلدان مطالبة المغاربة للخروج يوم 20 فبراير تعبيرا عن أمالهم في التغيير ووضع حد لما اعتبرته تجاوزات في حق الشعب الذي عانى الأمرين مع الحكومات المتعاقبة ، بالإضافة إلى هذا المجهود الشعبي الذي انطلق عبر الإنترنت واستطاع أن يكسر جدار الصمت والذي أرغم النظام إلى الدعوة إلى إصلاحات جذرية وتغيير شكلي للدستور وجاء بانتخابات مبكرة وجد  تجاوبا شعبيا مع هذه الخطوة التي اتخذها الشباب المغربي حيث كان الكل يأمل بأن تأتي بجديد وتعيد للمغاربة الأمل المفقود ، حيث تمت الاستجابة لدعوة هؤلاء الشباب عبر نداء الحركة الذي كان عبارة عن تسجيل عبر موقع اليوتوب الذي حقق أكبر نسب المشاهدة وخرج الشعب يوم 20 فبراير إلى الشارع وهتف باسم التغيير ، حيث كانت نسبة المشاركة في هذا الحراك أعلى من كل الانتفاضات التي كانت قد حدثت في المغرب من حين لآخر، كما أنها وجدت قبولا من بعض المنظمات الحقوقية حيث استطاعت أن تجد تضامنا من حوالي 20 منظمة حقوقية في البلد ، بل حتى بعض الأحزاب السياسية كانت قد دعمت هذا الطرح لكن بموقف محتشم بدعوى أن الحركة لم تظهر أهدافها ونواياها إشارة إلى أنها قد تكون تخطط لمؤامرة ضد النظام الملكي بالبلاد ، وهذا ما ذهب إليه حزب الاستقلال الذي كان قد دعا المواطنين والمواطنات إلى التحلي بالوعي واليقظة وعدم الانسياق وراء دعوات غير واضحة الأهداف ، أما حزب العدالة والتنمية الذي كان يعلم علم اليقين أنه هو من سيقود المرحلة المقبلة فكان أشد المعارضين لهذا الحراك حيث اعتبر رئيس مجلسه الوطني آنذاك سعد الدين العتماني أن الحزب لا يتوفر على معلومات بهوية هؤلاء الداعين إلى هذه المسيرة المقررة في 20 فبراير إيمانا منه حسب بعض التحليلات بضرب قوة الحركة وشيطنتها في عيون المغاربة لكي لا ينساقوا وراءها
ولأن الحركة الاحتجاجية لا بد وأن تعتمد في نضالها على أهداف واضحة فإن حركة 20 فبراير هي الأخرى قد سارت في نفس الاتجاه حيث كانت قد رسمت مجموعة من الأهداف المحددة التي جعلتها تجد القبول عند المغاربة وخاصة عند الطبقة الفقيرة والمتوسطة أما الطبقات الأخرى التي لم تتضرر من السياسات المتعاقبة فكان ذلك الحراك لا يهمها ولم تكن مستعدة للانسياق وراء هذه الدعوة ولم تكن مستعدة للتفريط في تلك الامتيازات التي كانت قد حصلت عليها لذلك تفضل عدم الخروج والالتزام بموقفها الرافض للتغيير متبعة بذلك رواية المخزن الرامية إلى شيطنة الحركة .
فالحركة كانت في بدايتها قد اعتمدت على ثلاثة أهداف رئيسة منها الحرية والكرامة والديمقراطية وهذا ما أدى بها إلى التنصيص على مجموعة من الشعارات الكبرى التي تقبلها الشعب وعزم الخروج  والمشاركة في أول مسيرة احتجاجية للحركة يوم 20 فبراير لتحقيقها.
 من بين الأهداف التي وضعتها حركة شباب التغيير أولا دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا يستجيب لحاجيات الشعب المغربي ،ويمثل الإرادة الحقيقية له ، ثانيها حل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة  ، وإسقاط الفساد والمفسدين الذين نهبوا خيرات البلاد على مر عقود من الزمن ، حيث كانت الإشارة إلى مجموعة محددة من الأباطرة الذين كانوا يتحكمون في البلد والذين عاثوا في البلاد فسادا
ربما يكون شارلز الذي عالج الحركات الإجتماعية قد ساعدنا بشكل كبير في التعامل مع حركتنا الإحتجاجية هذه التي كانت هي الأخرى قد انطلقت من مجموعة من العناصر التي استطاعت من خلالها أن تشكل حركة احتجاجية قائمة بذاتها

0 تعليق على موضوع "التحليل السوسيولوجي لقيام 20 فبراير"


الإبتساماتإخفاء