مصير شعب بيد الملك

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
رشيد أخريبيش
رئيس حكومتنا الغراء السيد عبد الإله بن كيران الذي لا يفوت فرصة إلا ويقدم حكومته على أنها المخلص الوحيد للمغاربة من أزماتهم التي لا تحصى، كشف الغطاء هذه المرة على أن حكومته لا تملك القدرة على التصرف بل القرار بيد الملك ورحيل رئيسها بيد الملك كما تفضل وأن قال رئيس الحكومة ،حيث أكد للمغاربة على صورية الحكومة وعلى عجزها على ممارسة أي صلاحيات ولو كان الدستور يضمنها لها.
قد لا نفاجأ بهذا التصريح لرئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران الذي يضع مصيره ومصير حكومته في يد شخص الملك لاننا دوما تعودنا على مثل هذا الكلام من رئيس الحكومة الذي يؤكد في كل مناسبة أنه ليس سوى بيدق في يد النظام يحركه كيف شاء ومتى شاء .
إذا كانت حكومة السيد عبد الإله بنكيران لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا ولا تستطيع ممارسة صلاحياتها بشكل مستقل عن الملك فما قيمة وجودها؟وإذا كانت الحكومة مسؤولة أمام الملك لوحده فما قيمة تلك الانتخابات التي كان  فيها الشعب المغربي الفيصل؟ وما قيمة ذلك الدستور الذي جاء به المغاربة إذا كان لا يعطي بالفعل للحكومة حق التصرف وممارسة صلاحياتها بمعزل عن الملك؟
ما يمكن أن نفهمه من كلام رئيس الحكومة هو اننا نحن المغاربة حكومة وشعبا بيد الملك وأن مصيرنا بيده ،وأننا لا نملك إرادة لممارسة حقوقنا المشروعة فيبقى الملك هو القادر على ممارسة الحقوق بالنيابة عنا ،لتبقى رواية عهد الإصلاح والتغيير التي تروى على مسامعنا مجرد خدعة يراد من خلالها تمويه الشعب المغربي وتغييبه عن قضاياه الحقيقية .
ربما السيد بنكيران تجاهل الشعب المغربي الذي أوصله إلى سدة الحكومة ،وتجاهل ذلك الصوت الذي لولاه لما تربع على كرسي الحكومة ولما تمكن من التفريط في حقوق الشعب كما نرى الآن ،وتجاهل أن الشعب الذي جاء به عبر انتخابات ومنحه الثقة ومكنه من رئاسة الحكومة قادر على ينتزع منه هذه الثقة وقادر على أن يعيده إلى سيرته الأولى إذا ما استمر رئيس الحكومة في مثل هذه التصريحات التي تبين مدى تأكيده على عدم امتلاك الحكومة زمام الأمور وإرجاع كل شيء للملك .
لم يعد الشعب المغربي يفرق بين الحكومة والنظام ولم يعد يعلم ما للحكومة وما للنظام من صلاحيات بالرغم من الدستور الذي جاء بعد الحراك وحدد صلاحيات كل منهما ،فالحكومة التي كنا نعتقد أنها ستعمل باستقلالية عن النظام أصبحت متحدثة باسم النظام ،بل أصبحت تؤكد على أن بقاءها رهين برضى النظام عنها ،ليبقى السؤال مطروحا هل أخطأ الشعب المغربي الهدف عندما اختار حزب العدالة والتنمية لقيادة الحكومة ؟وهل أخطأ عندما قبل الدخول في هذه اللعبة التي كان النظام قد أعد لها سلفا خاصة مع بدء الثورات الديمقراطية التي زرعت نوعا من الرعب في النظام مما حتم عليه اللجوء إلى تقديم السيد بنكيران ككبش فداء من أجل الصمود أمام رياح التغيير التي عصفت بالعالم العربي وبدول المغرب الكبير.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يبين فيها رئيس الحكومة عجزه عن اتخاذ القرار واستقلالية حكومته عن شخص الملك، بل الرجل لا تكاد تجد تصريحا من تصريحاته يخلو من التأكيد على أهمية الملك الذي يوكل له أمر كل شيء ،رئيس الحكومة معروف بمسرحيته المشروخة التي يرويها على مسامعنا منذ أن اعتلى الحكومة وصل إلى سدتها ،فكيف لا وهو من سارع للاعتذار للملك ولمستشاريه لمجرد تصريحات نسبت إليه بخصوص عدم تواصله مع محيط الملك الذي طالما انتقدهم واتهمهم بالفساد،ليعود من جديد ليتراجع عن كل المواقف بمجرد وصوله إلى رئاسة الحكومة.
فاستنجاد السيد بن كيران بالملك وتقديم الولاء للملك وتراجعه عن كل مواقفه تجاه المحيطين بالملك الذين كان يتهمهم بالفساد هو إشارة واضحة إلى أن حكومة السيد عبد الإله بن كيران تنوي من وراء هذا التملق الذي تظهره للملك من حين لآخر الاستمرارية والحفاظ على مكانتها بعد أن أحست بأن شعبيتها بدأت تتدنى عند الشعب المغربي والذي تراجع معظمه عن ذلك التعاطف الذي كان يكنه للحكومة ،حيث لم يبقى لدى السيد بنكيران سوى شخص الملك الذي يعتقد أنه المنقذ الوحيد له  في حالة قرر الشعب الانقلاب على حكومته .


0 تعليق على موضوع "مصير شعب بيد الملك"


الإبتساماتإخفاء