القناة الثانية وحملتها ضد أسرة التعليم

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

رشيد أخريبيش

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها المغاربة موقفهم من قناتهم الثانية، بل سبق وأن وجهوا لها رسائل النقد اللاذع لمادتها الإعلامية المغرضة، التي تحاول من خلالها تمويه الشعب المغربي وإخفاء الحقيقة المرة التي لا تريد للمواطن معرفتها .
بعد الحادث الذي وقع في مدرسة في الحي الحسني بالدار البيضاء والمتعلق بقنينة الغاز التي كانت قد استعملتها الأستاذة لإعداد ما تسد به رمقها بعد فترة الاستراحة البينية والتي أدت إلى اشتعال النار في القسم ،فهذا الحادث الذي وقع والذي علم به المغاربة وتناقلته كثير من الصحف والمواقع الإلكترونية تم تضخيمه بشكل كبير من طرف القناة الثانية وألقت بكامل اللوم على الأستاذة وألفت قصة شبيهة بأفلام هوليود الأمريكية .
ليس هذا فحسب فالقناة المحبوبة عند المغاربة والتي تنقل الحقيقة من المغاربة وإليهم ظهرت هذه المرة عن حقيقتها ،وأماطت اللثام عن تاريخ طويل في تزوير الحقائق ،نحن لا ننكر أن ذلك الحدث قد وقع ونتأسف عن ذلك الذي حدث كله ونحمل الدولة كامل المسؤولية عن كل ما يقع لأنها على مر السنين لم تعر اهتماما لأسرة التعليم ولا لأوضاعهم المزرية ،وأشغلت نفسها بسياسات لا تنفع ولا تضر بل لا تزيد قطاع التعليم إلا تأزما.
قد يقول قائل إننا بصدد شن حملة على القناة الثانية دون وجه حق ،نعم هذا جميل لكن يمكن أن نطرح سؤالا قد لا يتبادر إلى أذهان أغلب المشاهدين الذين شاهدوا التقرير الذي أعدته القناة الثانية. إذا كان الحادث بالفعل قد وقع فما الذي يجعل أباء وأمهات التلاميذ يحضرون إلى المؤسسة حاملين صور الملك ،أو بالأحرى من أعطاهم تلك الصور ؟
لا شك أننا أمام حملة ممنهجة من طرف القناة الثانية ضد رجال التعليم الذين دائما ما تبحث عما تشوه به صورتهم ،فمرة تتهمهم باستعمال العنف ،ومرة تتهمهم بالاعتداءات الجنسية على الأطفال ومرة تصورهم بعديمي الأخلاق داخل القسم وهلم جرا
يمكن القول أن حملة القناة الثانية التي تمارس من خلالها التضليل الإعلامي على المواطن المغربي لا زالت مستمرة وبدون توقف، فعوض أن تكون القناة جسرا تعبر عليه الحقيقة وصوتا لكل الأصوات ،تعود  هذه الأخيرة لتكشف الستار عن عدم حيادها وعدم استقلاليتها في نقل الأحداث .
ليست هذه هي المرة التي تشن فيها القناة الثانية حملاتها ضد رجال التعليم ،بل سبق لهذه القناة وأن أعادت نفس السيناريو مع أستاذ العلوم الطبيعية في الدار البيضاء الذي اتهمته عبر نشراته الإخبارية بممارسة العادة السرية داخل القسم ،والذي تبين في النهاية أنه مجرد بروبغندا لا أساس لها من الصحة .
تعدد الروايات مع القناة الثانية لكن النتيجة واحدة حملة مستمرة على أطر قطاع التربية الذين لا يجدون ما يواجهون به هذه الآلة الإعلامية المغرضة سوى عبارة عقنا بيك ، فلتسمح لنا القناة الثانية بالقول أننا فهمنا الرسالة، وأن أسرة التعليم تأكد لها جليا أن لا أمل في كل ما تقدمه هذه القناة من مادة إعلامية لا تصلح حتى للأطفال وما بالك بالمثقف، بل ربما الأطفال قد ملوا من تلك الخزعبلات التي تقدمها القناة الثانية والتي لا تصل إلى مستوى المادة الإعلامية الهادفة.
فالقناة الثانية بعد تلك الأحداث الشبه المفبركة وبعد ذلك التضخيم الذي لا يمت للحقيقة بشيء تريد أن تعيد مكانتها التي أصبحت في مهب الريح واستعادة بريقها الذي على وشك الاختفاء ،لكننا في المقابل نقول للقناة الثانية ولمن هو قائم عليها ما هكذا تورد الإبل يا سعد ،فالإعلام الهادف الذي يريد تحقيق أكبر نسبة من المتابعين لا يضخم الأحداث ،ولا يقتصر على رأي البعض دون الآخر،فالإعلام الهادف يا محبوبة الجماهير لا يعد الخطة مسبقا لنقل الأحداث ،ولا يوزع الصور على الناس ولا يزين المشهد لنقل الأحداث ،بل على العكس من ذلك فالإعلام الهادف ينقل الحقيقة بعينها دون تنميق ودون نقص أو زيادة .
فالمغاربة ليسوا أغبياء إلى درجة يمكنهم تصديق تلك الروايات التي ترويها على مسامعهم القناة الثانية فلسان حالهم يقول أيتها القناة الثانية مكانك لم يعد موجودا بيننا وأن مستقبلك نحو كسب قلوب الملايين من المغاربة أصبح من السبع المستحيلات.

0 تعليق على موضوع "القناة الثانية وحملتها ضد أسرة التعليم"


الإبتساماتإخفاء