الاختراع في المغرب جريمة فلا تستغرب

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


أن تكون مخترعا في المغرب أو أن تكون فقط ممن يحاولون استخدام العقل ما يعني أنك مجرم خرقت القوانين وجب الزج بك في السجن عبرة لمن لديه هاجس الإختراع والإبداع ،فالسلطات المغربية لا تجد ما تبرر به حضورها سوى أولئك الشباب الذين تحاول التضيق عليهم وترسل إليهم رسائل الاطمئنان مفادها أننا لا نريدكم لا مخترعين ولا مبدعين ولا حتى مفكرين الأفضل لكم أن تقلعوا عن تلك الأفعال وباختصار نريدكم قطعانا تعيشون من أجل العيش لا غير.
كثيرا هي القصص التي تتناقلها وسائل الإعلام حول شباب يستعملون طاقاتهم الشخصية محاولين الإنتاج والإبداع بطرقهم الخاصة لكن غالبا ما يواجه هؤلاء بقمع من السلطات تكون نهايته السجن كما وقع مع العديد من الشباب المغربي الطموح رغم المخططات الجهنمية التي تسعى إلى تحطيم قدراتهم ومعنوياتهم الشخصية .
لم يكن مول الطيارة الحالة الأولى التي تستنفر أجهزة الأمن المغربية بل سبقتها حالات أخرى في نفس السياق دائما في سياق محاولة الإبداع والاختراع ،فالمتتبع لتلك الضجة التي أقاموا من خلالها الدنيا ولم يقعدوها يعتقد أننا أمام شركة تصنيع طائرات للتصدير إلى الخارج ،تحقيقات وزيارات وتحريات من طرف السلطات الأمنية التي لا نجدها حاضرة سوى في مثل هذه المناسبات أما أن تكون هذه الأجهزة الأمنية في خدمة المواطن والمواطنات فهذا ما لا نعتاده فيها
سبق للعدالة المغربية أن بثت في قضايا شبيهة لمول الطيارة وقضت بالسجن في حقهم لسنوات،فالحالات كثيرة ومتعددة فقد سبق وأن قضت المحكمة بمدينة سلا بالسجن ثلاث سنوات في حق شاب حاول صنع صاروخ تحت مائي ،ليس هذا فحسب بل الطامة أن هذا الشاب الذي لم يتجاوز 17 من عمره توبع من طرف النيابة العامة بتهمة تكوين  عصابة للقيام بأعمال إرهابية ،وتجاهلت الأجهزة الأمنية بفعلها ذلك تكون هي من تصنع الإرهاب الفكري في المواطنين المغاربة وتلجم عقولهم من الإبداع .
غير بعيد عن هؤلاء الشباب الطموح الذي يسعى إلى الخروج عن العادة على حد تعبير السلطات الأمنية هناك حالات زج بها في السجن في سبيل الاختراع بغض النظر أن هؤلاء كانت لديهم نية ارتكاب الأفعال الإجرامية ،كما هو الشأن مع صانع البطائق البنكية الذي كان من الواجب عليهم منح هذا الشاب وسام الافتخار على ذلك  الاختراع الذي عجزت عنه مؤسسات بحجمها .
عوض أن تعتز الدولة المغربية بعقولها والنهوض بهم ومساعدتهم واحتضانهم ،تقوم  بإعلان الحرب على هؤلاء وعلى عقولهم التي غالبا ما تنطلق من إمكانيات بسيطة وهذا ما يجعلهم أناسا ينطلقون من العدم سعيا إلى الإبداع والتميز،الذي لا يجد طريقه إلى الظهور بسبب العقلية المتحجرة للأجهزة الأمنية التي غالبا ما تضع العصا في دولاب هؤلاء الشباب ،كما هو الشأن مع الشاب الذي حاول صنع الطائرة ،حيث توجهت المصالح المختصة إلى عين المكان واعتبرت أن ذلك مجرد مجسم ،لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسميه اختراع . وهنا المشكلة بعينها فالدولة المغربية عبر مر السنين لا تعرف سوى لغة تحطيم طموحات المغاربة ،والقضاء عليها وهذا هو أمل النظام بشكل عام

0 تعليق على موضوع "الاختراع في المغرب جريمة فلا تستغرب"


الإبتساماتإخفاء