ماذا يعني زواج المثليين؟

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

أخريبيش رشيد

بعدما كان الشواذ يمارسون عاداتهم القبيحة والمشينة في جنح الظلام ،وبعيدا عن الأنظار وبعد أن كان المغرب يتصدى لكل تلك الحملات المغرضة التي تتزعمها جمعيات وهيئات حقوقية تدعي أنها ناصرة للحرية الشخصية والضامن لها ومع فكرة أن يفعل الشخص بجسده ما يشاء وما يحلو له دون أن يكون مقيدا بقوانين أو عادات أو دين معين ،نعود هذه الأيام ونسمع عن زواج موثق أبطاله مثليون مغاربة يعلنون الزواج صراحة عبر طقوس خاصة وعبر تغطية إعلامية للتعريف بأنفسهم وبأعمالهم،التي يعتقدون أنها ترفع رأس المغاربة ،وتعيد لهم زمن الحريات الذي افتقدوه على حد زعمهم.
أن يتحدث مغربي بديار المهجر ويفتخر بزواجه من بلجيكي عبر وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعقد شرعي طبعا في عالمهم فهذا يعني أننا أمام آفة خطيرة تتزايد يوما بعد يوم  وأن المغرب في هذه الأيام توقف عن تصدير العقول إلى الغرب ،وبدأ في تصدير الشواذ الذين يمكن أن نطلق عليهم أنصاف الرجال بل يمكن القول أننا لن نجد كلمة تستوفي حق هؤلاء في السخرية البغيضة  الذين باتوا يشكلون خطرا علينا وعلى أبناءنا.
لم يكن من الممكن لهذا المقال أن يكون بين أيدي قراءنا الأعزاء لولا بعض الجمعيات الحقوقية التي تعتبر نفسها مدافعة عن الشعب وعن حقوقه فهي ما فتئت تعبر عن سعادتها من هؤلاء ،واتخاذ موقف يؤيد حرية الشواذ والمثليين المغاربة واعتبار أن حقهم في ممارسة حرياتهم ضرورة ملحة.لذلك ارتأينا أن ندق على الأقل ولو بكلماتنا ناقوس الخطرّ،ونعيد النظر في سلوكيات من يوهمنا أن مصيرنا رهين بأيدي من يستغل الحرية من ّأجل فكره المرضي الذي بدأ يستشري في المغرب وأرادوه أن يكون هو الغالب على حساب ثقافة المغاربة الذين يرفضون حتى مشاهدة هؤلاء في الشارع وما بالك قبول ما يروجون له وما يدعون إليه نهارا جهارا.
ليس غريبا أبدا أن نسمع عن مثل هذا الزواج بين المثليين وعن مثل هذا التردي المخيف للأخلاق الذي على إثره تجرؤوا الإعلان عن أمراضهم التي كان عليهم على الّأقل أن يستتيروا بدل فضح أنفسهم وبلدانهم ،فقد سبق أن  سمعنا عن حفلات مشابهة لما شاهدناه من مغربي هذه الأيام الذي يفتخر بزواجه من بلجيكي عبر بثه صورا لحفل الزواج والذي نال حظه منه بلعب دور الأنثى أو دور الزوجة معتبرا أن ذلك حدثا  تاريخيا وانتصارا للشواذ ولنضالاتهم التي ستكتب بماء العيون نحو تحقيق أهدافهم المشروعة،لكن ما نراه غريبا هو أن يتم التطبيل والتزمير لمثل هؤلاء المرضى من جمعيات حقوقية التي تحمل شعار حماية الحقوق وصون الكرامة لأبناء الشعب هكذا يقولون .
قد نقول إن ماكان يدعو إليه الغزيوي وما كانت تدعو إليه متزعمة حركة مالي التي نزعم أنها ولدت ميتة منذ البداية ّ،وكثير من الجمعيات والهيئات هو واحد ،وهدف يصب في اتجاه واحد، ألا وهو إعلان الحرب وبلا هوادة على أخلاق المغاربة وعلى ثقافتهم بأفكارهم التي وجدوا صعوبة في تسويقها خاصة عند المغاربة الذين سيضلون دائما يناهضون تلك الأفكار التي تحاول إنتاج شباب من طينة النساء أو أشباه النساء،بل قد نظلم النساء الأصيلات العفيفات عندما نقارن بهن هؤلاء المرضى لأن النساء المغربيات أشرف من أن ينسب إليهن هؤلاء.
إذن هنيئا لنا نحن المغاربة بهذا الإنجاز العظيم لهؤلاء الذين غالبا ما يتحدثون باسم المغاربة فيما يخص الدفاع عن حقوقهم والمغاربة في الحقيقة منهم براء، فهؤلاء لا يفوتون فرصة في كل المناسبات إلا ويشنفون أسماعنا بالديمقراطية وبحقوق الإنسان ،وما إلى غير ذلك من الكلمات التي يراد من خلالها توهيم الشارع المغربي وتخديره وتعطيل عقله لكي لا يكشف عن مخططاتهم الجهنمية،فهؤلاء لا يقصدون بالديمقراطية النزاهة ولا يقصدون بها صناديق الاقتراع ولا تحقيق العدالة الاجتماعية ،وإنما الديمقراطية التي يريدونها هؤلاء هي أن نرى حكاما شواذا وبرلمانا كله من الشواذ،بل مغرب كله من الشواذ ليحلو لهم العيش الكريم وتصان كرامتهم .
بعد أن بدأوا بحمل شعارات الحرية للشعب المغربي وبعد أن بدؤوا بإطلاق حملاتهم باسم الديمقراطية عادوا ليكشفوا عن وجوههم وإماطة اللثام عن نواياهم التي يسعون من خلالها إلى الإعلان عن ثورة ليس ضد الفساد والمفسدين ،ولكن ثورة ضد الأخلاق والدين خدمة لنزواتهم المرضية ،بعد أن فشل هؤلاء المرضى في إقناع المغاربة في تقبل أفعالهم كما شاهدنا في القصر الكبير والناظور التي شهدت مراسيم لزواج المثليين الذين لم يجدوا مكانا لممارساتهم المرضية  ،فكلما خرجت أصوات من هؤلاء تنادي بحريتهم في القيام بأعمالهم إلا ووجهت بالرفض والاستنكار من طرف المجتمع المغربي العريق، الذي يرفض أن ينتمي إليه هؤلاء الذين شوهوا سمعة المغاربة ،وأرادوا بناء دولة لا تعير اهتماما لا للأخلاق وللثقافة ولا للدين ،الآن بدؤوا يلجأون للغرب  حيث وجدوا ضالتهم لتحقيق رغباتهم المرضية ،ليعلنوا من الغرب عن عقد (زواج) رسمي يمثل فيه المغاربة دور الأنثى بامتياز.بالفعل هؤلاء هم المغاربة الذين كنا ننتظرهم أن يرفعوا علم المغرب ويرفعوا رؤوسهم ّإلى الأعلى،بعد أن أخفقنا في الرياضة وبعد أن اكتوينا بنار الهزيمة في الأولمبياد ،جاءنا الشواذ المغاربة بميداليات الخزي والعار التي كانت سهلة على ما يبدو للظفر بها .
حري بالمغاربة أن يعيدوا النظر في تلك الجمعيات الحقوقية التي غرضها إفساد المغاربة ،ويعلنوا مقاطعة هذه الهيئات وبعض الحركات ويمكن ان نذكر هنا  النهج الديمقراطي الذي يعتبر مرتعا للشواذ والمثليين والمرضى النفسانيين من كل الدرجات .مع مجيء الحكومة الجديدة التي يرأسها حزب العدالة والتنمية خرجت أصوات تنادي بالحرية الجنسية وبإعطاء الشواذ الحق الكامل بالتمتع بأجسادهم ،حيث تم تأسيس مجلة إلكترونية التي اعتبروها بمثابة الصوت الذي يهتم بهمومهم ،حيث لم يتخذ سعادة الوزير السيد عبد الإله بنكيران أي مبادرة ضد هؤلاء أو على الأقل تصريحا فيما يخص هؤلاء الذين يطالبون بتغيير الدستور والقوانين لتتفق وممارساتهم ،وتغيير مدونة الأسرة لتنص على زواج المثليين والشواذ وتنظم حالات الزواج والطلاق وأنواعه ليصبح أصحاب النزوات المرضية يعرضون أفكارهم العقيمة تجاه شعب يملك تاريخا عريقا وحضارة لا تتصور ، فالشعب المغربي لم ولن يقبل بأن يكون عبدا لهؤلاء المرضى الذين صدقوا أكذوبة الغرب الذي يعدهم بتحقيق أحلامهم الموعودة.
قد نتهم بأننا دعاة الإقصاء والكراهية ،بل قد نتهم بأننا إرهابيون عندما نلقي اللوم على هؤلاء الشرذمة ،لكن بالرغم من كل هذا فلتعتقد تلك الجمعيات ما تعتقد ،وليطلقوا علينا ما شاءوا من الأسماء ،ّإن اتهمونا بالإقصاء فنحن نقبل بهذا ونقول ما أجمل الإقصاء يا هؤلاء،وإن كانوا يتهموننا بالإرهاب فما أجمل الإرهاب إن كان يعيد النخوة والرجولة لأبناء الوطن ويحفظهم من شر ما تدعون إليه من علل التي نسأل الله العلي القدير أن يبعد شرها عن مغربنا الحبيب وعن بلاد المسلمين أجمعين.

0 تعليق على موضوع "ماذا يعني زواج المثليين؟"


الإبتساماتإخفاء