لعنة الرياضة تلاحقنا

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
أخريبيش رشيد

كدت لا أصدق ما يقع وما يحدث كل يوم وأنا أشاهد حلم الرياضة المغربية ينكسر ويتساقط تباعا في أولمبياد لندن، التي يمكن أن نسميها باللعنة التي نزلت على الرياضة المغربية وستبقى دوما تلاحق جميع المغاربة،ومن يدري ربما تكون هذه للعنة الرياضية وهذه المهزلات هي بداية النهاية للرياضة المغربية التي كنا ننتظر منها الكثير بالمقارنة مع حجم ما تنفق الدولة من أموالا على هذه الأخيرة.
بعد أن خرج المنتخب الأولمبي لكرة القدم ،وبعد أن اكتوى بنار الهزيمة وخرج بخفي حنين،كنا نأمل خيرا في الرياضات الأخرى أن تحمل العلم المغربي وترفعه عاليا في أولمبياد لندن،وتعيد الأمل الذي فقده الشعب المغربي في الرياضة وفي من هو قائم عليها،لكن الواقع في مشاركة المغاربة كان صادما فالخسارة والهزائم كانت سيد الموقف أما المنشطات فكانت الحدث الأبرز في مشاركتنا ،فلم تخمد نار العداءة المغربية السلسولي حتى جاء مواطنها أمين العلو وفجر قنبلة من قنابله والذي سقط على إثرها في نفس الفخ الذي سقطت فيه هذه الأخيرة ،ليكون هذا العام على المغرب عام الويلات ،وتكون مشاركته في الأولمبياد مشاركة الخيبة بامتياز،لتصبح كل الآمال ألاما ،ويبقى حلم المغاربة بحصد الميداليات بمثابة الحلم الضائع.
كعادتنا نحن المغاربة بعد خروجنا من كل التظاهرات الرياضية مشبعين بالهزائم ،لا نجد ما نواجه به الجمهور المغربي الذي كان ينتظرنا على أحر من الجمر،لذلك لا نحسن إلا لغة البكاء والعويل بعد فوات الأوان،فبعد خروج المنتخب الأولمبي لكرة القدم من الأولمبياد كانت هناك مجموعة من ردود الفعل التي لاتسمن ولا تغني من جوع،فبين من يصب جام غضبه على المدرب وهناك من يعزو ذلك الإخفاق إلى شهر الصيام بالرغم من أن علماؤهم الأفاضل قد أجازوا لهم الإفطار،وهناك صنف آخر يرجعون ذلك إلى الحظ الذي لم يكن حليفا لأسودهم التي أبت إلا أن تبقى داخل عرائنها مكتفية بالزئير والعويل بلا جدوى،بدل البحث عن أسباب الفشل الذي دائما ما يلحق بنا الهزائم ،نتعنت بمواقفنا الانهزامية والتي بمقتضاها نعتقد أن الحظ قد خاننا ،وأننا بالرغم من ذلك قد كنا الأفضل إلى غير ذلك من المصطلحات التي تعودت عليه وسائل إعلامنا الرسمية التي لم تخجل من نفسها منذ أمد بعيد ،فهذه لا تتقن سوى لغة التطبيل والتزمير للهزيمة مهما كان الثمن.
منذ أن انطلقت الاولمبياد ونحن لم نرى سوى الإخفاقات ،مليارات تنفق على الرياضة المغربية التي على رأسها أطرغربية و أجنبية نحن في غنى عنها مادام أننا دائما نخرج من الدور الأول من أي مشاركة ،وبذلك تم استبعاد أطرنا الوطنية وتغيبها تماما عن المشهد الرياضي فالسؤال الذي يطرح هو ما الجديد الذي تضيفه الأطر الأجنبية للرياضة المغربية؟ما الفرق بينها وبين الأطر الوطنية ما دمنا لم نحقق أي انتصار لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء لأننا دوما نخرج خاليين الوفاض بل في بعض الأحيان منتهى أمانينا البكاء بل النياحة على فشلنا المتواصل الذي هو من صنع أيدينا.
يمكن القول أن الرياضة المغربية لوكانت كائنا حيا لتبرأت منا ولربما انتحرت لأننا لسنا أهلا لممارستها ،ولأننا نحملها فوق طاقتها ونضع على ظهرها كل تلك الأخطاء القاتلة التي ليس من السهل تصحيحها .ما إن خرجنا منكسرين إلا ووجدنا أمامنا بعض الأعذار التي يحلو لنا أن نقدمها للجمهور،والتي غالبا ماتكون عبارة عن الأسف و الاعتذار والتي نعد بعدم تكرارها مرة ثانية.فالشعب المغربي وخاصة منه الرياضي سئم الانتظار من الوعود التي لم ولن تتحقق يوما لأن الوعود كما يقال نصفها كذب ،بل يمكن القول أن الوعود عندنا كلها كذب فالسؤال الوجيه هنا والذي من الواجب علينا طرحه هو كالتالي أين نحن مما يحدث الآن؟أين نحن من الثورة الرياضية في العالم ؟ما الذي يجعل الرياضة المغربية لا تحقق لنا سوى المآسي وحطمت آمال الشعب ممن يتابع بشغف هذه التظاهرات الرياضية ؟
قديما قيل إذا لم تأتي بالقلم فقد تأتي بالقدم،لكن هذه المقولة على ما يبدو غير صحيحة أو بالأحرى لا تتوافق ولا تتماشى وبلدنا المغرب ،فلا الأقلام استطاعت تحقيق ما تطمح إليه ولا الأقدام حققت أحلامها الموعودة .ليبقى المغاربة تائهين وسط العالم الذي لا تفارقه الانتصارات ،مثلهم كمثل الغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة ،فلما فعل لم يستطع ،بقي محتارا فلا هو بمشيته الأصلية ولا هو بمشية الحمامة،فالأموال التي تصرف على الدولة والتي نخرت ميزانيات الدولة على ما يبدو لا تفي بالغرض الذي يطمح إليه المغاربة،فلم تستطع الرياضة المغربية تحقيق ولو جزء بسيط بالمقارنة مع ما يهدر من أموال في سبيل تحقيق الألقاب، مليارات تصرف لكن النتيجة دائما معروفة وواحدة لا تتغير وهي هزائم وإخفاقات تأتي على التوالي.
نحن هنا لسنا ضد الرياضة المغربية ولسنا ضد من يمارسونها، إلا أننا نختلف كل الاختلاف مع الكيفية التي تتعامل بها الجامعات المغربية مع المشاكل التي تعاني منها الرياضة المغربية ، والتي لا تصل إلى مستوى التطلعات العالمية،مادام أن هناك من يتحكم في الجامعات المغربية الرياضية ولا يريد لها أن تشملها الإصلاحات خوفا على مصالحهم الشخصية ،لا نعتقد أن تغييرا جذريا سيكون ،وأن الرياضة المغربية ستبقى مصدرا لكسب الرزق لمن هم على رأسها لا أكثر ولا أقل

0 تعليق على موضوع "لعنة الرياضة تلاحقنا"


الإبتساماتإخفاء