لهذا يستحق لقب أمير المسلمين

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


أخريبيش رشيد

قد يعتقد الكثير من قراءنا الأعزاء من خلال القراءة الأولية لعنوان المقال أننا بصدد الحديث عن حاكم عربي خليجي ، أوزعيم إفريقي  لكننا الآن بصدد الحديث عن زعيم مسلم بعد تتبعنا لمساره الحافل بالإنجازات تجاه شعبه ودولته التي استطاع تحقيق ما لم تستطع تحقيقه حكومات متعاقبة منذ سنين،وتجاه الشعوب الإسلامية في جميع أنحاء العالم بعد غياب العرب والمسلمين عن قضاياهم وبعد أن استسلموا للغرب ّ،إنه أمير المسلمين أردوغان زعيم العرب والعجم  الذي ما فتئ يناصر قضايا المسلمين وبذلك يستحق هذا اللقب وبلا منازع.
بعد الزيارة التي قامت بها عقيلة أردوغان إلى ميانمار الذين يتعرضون للاضطهاد والتقتيل بأبشع الطرق ،كان لا بد لنا وان نعطي ولو كلمة حق في حق حزب العدالة والتنمية التركي وفي حق السيد أردوغان الذي قل مثيله في دولنا الإسلامية ،بل يمكن القول أن أمثاله في العدم،ليس أول مرة يتخذ فيه حزب العدالة والتنمية التركي مثل هذه المبادرات ،فمنذ وصوله إلى سدة الحكم وهو يناصر قضايا العرب والمسلمين التي تخلوا هم أنفسهم عنها ،كلنا نتذكر ّأردوغان عندما انسحب من مؤتمر دافوس الذي انعقد بعد تلك الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في قطاع غزة ،حيث لم يتجرأ زعيم عربي أو إسلامي  حتى على استنكار ما تقوم به ألة الحرب الإسرائيلية في حق المدنيين فبعد انسحاب الرجل الذي لم يتحمل الجلوس جنبا إلى جنب مع من لطخت أيديه بدماء الأبرياء العزل،بينما بقي عمرو موسى وآخرون لاستماع إلى كلام بيريس المجرم وبذلك استحقوا جائزة نوبل للخيانة التي سيأتي اليوم الذي تمنحها لهم إسرائيل تقديرا لهم ولأعمالهم .
فالسيد طيب رجب أردوغان لم يكن المرة الأولى التي يناصر فيها قضايا المسلمين في أنحاء العالم بل الرجل معروف بمواقفه الشجاعة تجاه المسلمين والعرب ،كل منا يتذكر عندما اتهم أردوغان الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بتأجيج كراهية المسلمين في فرنسا،واتهم آنذاك فرنسا بارتكابها جرائم في حق الشعب الجزائري ،حيث دعاها إلى أن تتحمل مسؤولياتها على الماضي الاستعماري، فالرجل كان ينوب عن تلك الحكومات التي لا تستطيع أن تقول كلمة تجرم فيها الاستعمار وجرائمه مخافة أن تقلق الدولة المستعمرة وتصبح على ما فعلت نادمة عندما تفقد جلادها .
يمكن اعتبار الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي أوغلو وزوجة رئيس الوزراء أمينة أردوغان بمثابة صفعة لكل الدول العربية والإسلامية التي عودتنا ألا تعير اهتماما للمسلمين من شعوبها وما بالك بالمسلمين الخارجين عن نطاق حدودها ،لم يسبق لهؤلاء العرب والمسلمين أن اتخذوا موقفا واحدا مثل مواقف أردوغان التي تجعلك تحترم هذا الرجل وتقدره وتشيد بأعماله التي قل نظيرها في عصرنا الذي كثر فيه زعماء يتملقون للغرب ابتغاء الحفاظ على عروشهم ،لكن على ما يبدو في الآونة الأخيرة بالرغم من أن هؤلاء قدموا كرامتهم للغرب إلا أن هذا الأخير لا يتوانى في إسقاط تلك الأنظمة الديكتاتورية كلما وجد فرصة لذلك،كما وقع مع العقيد الليبي والرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي الذي كان من بين الذين كانوا يشيدون بالعقيد وإذا به هو من يعلن عليه الحرب بعد انطلاق شرارة الثورة،كما هو الشأن أيضا مع الرئيس التونسي والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك والبقية ستأتي .
في زمن قل فيه الزعماء الأبطال،وفي زمن قل فيه من يرفض التملق للغرب ،لا نجد من هؤلاء سوى رجل واحد الذي بات يحضى بشعبية لا تتصور من أغلب الشعوب العربية والإسلامية ،التي تتمنى يوما أن ترزق بمثل هذا البطل الذي لا يجد حرجا في انتماءه للإسلام والمسلمين عكس ما يفعل أغلب زعماء العرب الذين تخلوا عن شعوبهم وباعوا أوطانهم وفرطوا في دينهم الذي هو عصمة أمرهم،إنه الرجل الذي سئل يوما عن السر وراء تغيير وجه بلدية اسطمبول حيث أجاب أنه بعد مجيئه بدأوا في محاربة الفساد والمفسدين كخطوة أولى نحو الإصلاح ،ولم يقل السيد أردوغان كما قال رئيس حكومتنا السيد عبد الإله بنكيران الذي سئل عن كيفية التعامل مع المفسدين حيث أجاب بكلمة خفيفة في اللسان ثقيلة الأعباء على الشعب المغربي "عفا الله عما سلف" ليعطي بذلك إشارة للمفسدين وللفساد أن يثبتوا حضورهم داخل المجتمع المغربي بامتياز.نحن هنا لسنا بحاجة هنا إلى مقارنة حزب العدالة والتنمية المغربي  بحزب العدالة والتنمية المغربي ولسنا بحاجة إلى مقارنة رئيس حكومتنا بالسيد أّردوغان ،لأن المقارنة بين هذين الحزبين قد تضعنا في ما لا تحمد عقباه .
لا يمكن لنا في هذا المقال أن نذكر كل ما قدمة حزب العدالة والتنمية التركي للمسلمين  ونقارنه بإخفاقات  زعماء العرب لأن ذلك لا يتسع لذلك مهما حاولنا ،إذن ماذا ينتظر زعماء العرب والمسلمين الذين لا زالوا في سباتهم العميق مما يحدث في بلدانهم وبلدان إخوانهم في العالم  ،أليس حريا بهم أن يقتدوا بمثل هؤلاء الرجال الذين ستكتب أسماءهم بماء العيون ّ،وسيدخلون التاريخ من أّوسع أبوابه ،فحكامنا وزعماؤنا تكفيهم دموع عقيلة أردوغان في بلد ميانمار التي نظرت بعين الرحمة في أولئك الذين يقتلون وتنتهك أعراضهم كل يوم وسط صمت غربيو عربي وإسلامي مخزي،فهي بذلك تكون قد أعطت بذلك رسالة إلى زعماء العرب مفادها مهما تخليتم عن إخوانكم وعن قضاياهم فإننا  نحن النساء المسلمات حريصات كل الحرص على حفض دماء إخواننا أينما كانوا ،حقيقة لا نجد كلمات تستوفي حق هذه البطلة وزوجها السيد أردوغان البطل والزعيم في كل ما يقدمه خدمة للإسلام والمسلمين سوى أن نطلق عليه لقب أّمير المسلمين .

0 تعليق على موضوع "لهذا يستحق لقب أمير المسلمين"


الإبتساماتإخفاء