الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 1







وكأن الربيع المغربي سيحل من جديد



رشيد أخريبيش


ذهب الربيع المغربي وذهبت معه آمال من كان يدعمه،ومات 20فبراير ومرت نضالاتها كالبرق دون أن تحقق ما كانت تطمح إليه،صحيح أن الربيع المغربي حقق بعض المكاسب إلا أن تلك المكاسب التي ناضل من أجلها الشعب لم تتحقق بتاتا،فالسؤال الذي يطرح هو كالتالي هل سيعود الربيع المغربي حاملا معه آمالا كثيرة بعد أن رحل ولفظ أنفاسه الأخيرة ؟
يبدو أنه من الرغم من موت حركة 20فبرايرالتي كانت السبب الرئيس في نهضة الشعب المغربي،هناك مؤشرات تدعو إلى طرح مجموعة من الأسئلة من قبيل هل سيعود الحراك الإجتماعي الذي استطاع النظام احتواءه ؟هل ستشتعل نارأخرى غير التي استطاع النظام إخمادها بحكومة إسلامية،وتعديلات دستورية ظهرت في النهاية أنها مجرد خدعة لمص شرارة الإحتجاجات التي بدأت مع بداية سقوط أنظمة في العديد من الدول؟هل ستسفر الزيادة في الأسعار في عودة حركات احتجاجية أكثر قوة من 20 فبراير؟
يبدو أن الحكومة الجديدة بزعامة بنكيران لم تفهم الدرس ولم تعي جيدا الشعب المغربي الذي لم يعد كما كان خاصة بعد ثورات الربيع الديمقراطي التي مهدت له العديد من الأحداث في العالم الإسلامي وكانت أولى هذه الأحداث مع شهيد الحرية في تونس ،ربما السيد بنكيران تنفس الصعداء وظن أنه ناج منها ونسي أن المرحلة المقبلة أكثر خطورة من سابقتها ،خاصة بعد القرارات العشوائية التي انهالت على المغاربة دون أن ترعى أوضاعهم ،وتجاهلت مطالب الشارع ونسيت أنها لم تكن لتصل إلى الحكومة لولا تلك الحركات الإحتجاجية التي كسرت حاجز الصمت وأبت إلا أن تخرج إلى الشارع للتظاهر ضد الفساد والمفسدين الذين لم يكتب لهم أن يسقطوا لغاية في نفس أصحاب القرار،الذين لا يريدون للثورة أن تنجح وتحقق المكاسب التي خلقت من أجلها.
يمكن القول أنه بعد القرارات العشوائية التي اتخذتها الحكومة الجديدة ،والتي بدأت تفقد بها هذه الأخيرة مصداقيتها نظرا لعدم ملاءمتها مع تطلعات الشعب المغربي ،من غير المستبعد أن نكون أمام ثورة شعبية ضد حكومة السيد بنكيران والتي لن تكون كسابقتها لا في المطالب ولا في التنظيم ،خاصة بعد أن أن بلغ بهم السيل الزبى وأصبحوا كالموت سواء ،حيث زيادة في أسعار الكازوال والفيول والبنزين ،سبب ضجة كبيرة خصوصا وأن هذه الزيادة ساهمت بشكل كبير في الزيادة في أسعار النقل سواء نقل الأشخاص أو البضائع ليبقى المواطن المغربي ضحية سياسات لا مسؤولة توارث عليها المغاربة وشربوا من مرارتها منذ عقود طويلة ،فالكل يفهم جليا أنه لولا تونس التي بدأت الشرارة بشعبها البطل لما تحركت الشعوب الإسلامية،ولما استطاع الشعب المغربي بدوره أن يكسر جدار الخوف الذي استطاع النظام المغربي أن يمارسه على الشعب المغربي،وكان من الممكن للتجربة البوليسية أن تستمر في المغرب لولا يقظة الشباب وإيمانه بقضاياه المصيرية جعل مخططات المخزن تتكسر على صخرة صماء ،وأعاد لمنطق الإحتجاج والإنقلاب معنى جديدا .
يمكن القول أن المغرب على شفى حفرة من الثورة التي ستاكل الأخضر واليابس لأن الثورة هذه المرة إن قامت فإنها ستكون مختلفة عن غيرها ،فشرارة الإحتجاجات التي ربما ستأتي لن تأتي باحتجاجات شبيهة بحركة 20 فبراير،ولا بتلك الحدة التي كانت عليها والتي أسفرت عن تعديلات دستورية ،عجلت بانتخابات أدت إلى وصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى الحكومة ، والذي ربما لم يستوعب الدروس من حكومة آل الفاسي ،فالذي انقلب على حكومة عباس الفاسي قادر ليس فقط أن ينقلب على حكومة السيد بنكيران بل قادر على أن يخلق المفاجئات بكل ما تحمله الكلمة من معنى.كيف يمكن لشعب اختار صناديق الإقتراع حكما لإنتخاب الحزب الإسلامي والذي كان يظن أنه سيجعل قطيعة مع الماضي فيما يخص محاربة المفسدين وإسقاط رموز الفساد الذين حكموا الشعب المغربي لعقود طويلة ؟
يبدو أن الشعب المغربي الآن وبعد تلك القرارات المجحفة من الحكومة الجديدة ،ومن رئيسها عبد الإله بنكيران في حقه قد استنفذ كل الصبر تجاه هذه الحكومة التي لم تقدم له منذ مجيئها سوى الويلات اجتماعيا اقتصاديا وسياسيا وبدأ البعض يتحدث على أن المغرب مقبل على حراك اجتماعي غير مسبوق سيعيد الإحتجاجات إلى الواجهة وربما سيقود لمرحلة تفوق التوقعات ،لأن الربيع المغربي الذي بدأ مع 20 فبراير بالرغم من أنه هز عروش البعض ممن جثموا على صدور المغاربة سارقين ثرواته وسببوا له الأحزان على مر السنين إلا أنه لم يكن عند ججم تطلعات المغاربة ،ولم يكن بذلك التنظيم المحكم الذي كنا جميعا ننتظرة وبالنفس الذي يمكنه  من الإستمرار في محاربة المفسدين ليسقط في فخ النظام الذي كان ذكيا في مص شرارته واستطاعته كسر تلك الحركات الإحتجاجية والحكم عليها بالموت المحقق ،متجاهلا أن الشعب الذي خرجت من رحمه تلك الحركات الضعيفة قادر على أن يخرج حركات أكثر قوة وأكثر تنظيم ،وقادرة على أن تعمل وتواجه كل الصعوبات التي يمكن أن تواجهها ،وتمهد لعودة الربيع الذي ربما سيحل ضيفا على المغاربة في القريب العاجل.
للتواصل
akhribichrachid@gmail.com
مدونة رشيد أخريبيش             

1 تعليقات على موضوع " "

صراحة أنا أحي الكاتب على هذا الموضوع الذي يستحق المناقشة


الإبتساماتإخفاء